دليلة

 دليلة  <<

 DALELA-COVERقذائف منشارية من مدفع أبو علي أياد <<

ويكون الطوفان  <<

زمزم ١٠٥ <<

النيل اسمي <<

وفلسطين ظفار <<

حين يصيرُ الربّ فدائياً <<

أنا الأرض <<

عناق على جدار التاريخ <<

جبل الزعتر <<

بحر يافا أزرق سماء يافا زرقاء <<

تراكيب شعرية على شرف البندقية <<



.
.
أعلى الصفحة

دليلة

عندما تضرب الحقيقة بمهمازها– جلد التاريخ وتحفر فيه اخاديد الصدق، تتهاوى تراكمات الزيف، وتطل دليلة الفلسطينية لتسجل في هذا العصر الزاحف نحو اماني الفقراء. صورة العذراء الغزاوية التي ما عشقت الا تراب فلسطين. ولا نذرت عمرها الا من اجل حرية شعبها، ان ما لفقه اعداؤها عن علاقتها بشمشون، لم يكن في الحقيقة الا علاقة المناضلة الثائرة بأعدائها. تقاتلهم من اجل الخلاص. من اجل الحرية، من اجل تأكيد شخصيتها الفلسطينية. ودليلة لم تيأس من عقبة ولم تستسلم لقوة العدو الخارقة، وانما اثبتت بنضالها المستمر وطول نفسها، على ان قوة الحق تدمر باطل القوة. ودليلة كانت سهماً تجمَّع في زند فلسطين وانطلق نحو الحرية عاصفة ورياحاً تمطر عشقاً عربي القلب، فلسطيني الوجه، جميلاً كالمهر الرافض قيد السرج الشامخ فوق الاعناق. يتمختر كالامل النوراني، يصافح وجه الله، ووجه القدس، براق. وكانت نصائح دليلة دائمة الصواب، وهي تؤكد في هذه الايام على وصيتها الازلية وهي ان من يبغي تحقيق النصر فان عليه ان يجتث الخطر من جذوره .

(1)

يحملني أملٌ أزليّ
يترجرجُ حيناً …….. أخشى
أنسى أن التاريخ معي
وأفيقُ لأحلم بالأمل الأزليْ
تتكسّرُ مرآتي
فأفتش عن لوني بين فتاتِ الضوءِ
فألمح في العتمةِ لوني العرَبيْ

أنسى …..
أتذكرّ … أنسى
ويموت النسيانُ
فصوت العاصفةِ يمزق رحم الصمتِ
فيولد صوتي
أتحرك والجبسُ الرسميّ يُكّبلُ همسي
أفتح عينيَّ فأسمع لحن الفتحِ
فأقتل موتي

من طاقةِ كوخي يمتدّ رغيفٌ يتثاءب فوق شفاهي
يسرق جوعي
أشتم خُطى الفقراء تُغازل أغصانَ الزيتون
وترصف شوق الأرض بأوردة الأملِ
وتسكب روح الخلد على نفسي
عيناي تلملم أوردة الجوعِ
وتنشرها فوق خيام الشمسِ
وتحت بقايا أوراق خريف الأمسِ
فأسمع لحنَ سلاحٍ
أسمعُ لحنَ ربيعي
– قومي أوّاه … دليلةُ
وأراهم حولي
فتفيض من الفرح دموعي
وأراهم أهلي
أتساءل … ماذا ..؟ ولماذا الصبر ؟
لقد فرش النسيان كآبته فوق ضلوعي
يبكون .. أصدّقهم
وأكذّب تجربتي … وذكائي
أتماوج في أعينهم … أرتشف رحيقَ الصبرِ
والعق همسَ جراحي …
فيبيعون بكائي
أتساءل عن سرّ الخوفِ وعن سرّ الضعفِ
وأعرف أن إلهَ الرعبِ أسيري
وينامون طويلاً … وأنا واقفةٌ
ويفيقون وعمري يتأرجح بين سماءِ الخوفِ وبين ضميري
تشخصُ أعينهم وجلاً
هذا هو شمشونُ طريحاً فوق سريري
من منكم يحمل سيفَ صلاح الدينِ ؟؟
تطل سيوفٌ سبعُ … بدونِ صلاحٍ
يقتتلونَ … وينسونَ مصيري

(2)

يتناثرُ جسدي بين لغات الأرض ولا أنسى لغتي
وأنادي شجرَ الزيتون فيفهمني … ويداعبُ شفتي
وأُكلّم أمواجَ البحر فيغرق صوتي في بحر اللهجاتِ
ويمتدّ الساحل كوباً تختلط به كل سوائلِ هذي
الأرض
وتنتفخُ الأسماكُ حبالى
وأحاول أن أفهم ماذا … ولماذا يغرقني السمسارُ
بأكوام بضائعَ مستوردة بالخوفِ … وبالثمن
وباسم الله تبارك وتعالى
وصراخي واعرباهُ تأرجح بين البحرِ وبينَ الصحراءِ
وغزةُ بوقي
وأريحا سكين تعطي شيلوكَ مزيداً من لحمي
ودمي وعروقي
سمسارُ اللحم يملّس لحيته … ويعدل عمتهَ
ويكزّ الأسنانَ
يراني سكيناً لاهبةً كالقدر تعشّش في الأقصى
فيبيع الرملةَ … واللد ليقتلَ شحذي
ويغازلني …
ويصافحُ شمشونَ
وقلبي يفرد أجنحتي فوق خيامٍ تتجمع فيها أوردتي
عقلي … ودمي … عينايَ
تجمّع جسدي في فخذي
أشلائي تنتظر صقور الفتحِ وإيزيسُ دليل
تعرف كيف يفتّت لحمُ العشاقِ
وأين يُخبأ لحم العشاقْ
وجدائلُ شمشونَ قيود تتناثر كالليل تعشّش في الآماقْ
ويهوذا ينبش تحت جذورِ الأقصى يبحثُ عن بذرة جنّي
ويعمّق في الماضي المنسيّ الأنفاقْ
هذا هو يومي المتلكئ تغزوه بواخرُ صيد الأرض
تترجم يوم حصادي ثمراً مصبوغ القشرةِ والإسمِ
فتصبح يافا … جافو في الأسواقْ
وجفوني الذبلى كم عطشت للنور … تطرّز عمري
حباً يتكاثر والغرزة تلو الغرزةِ … وفراشاتُ
القز تجمّع ألواني ثوباً يسرق
ألواني ثوباً يسرقُ … ينسخُ … يطبعُ
ويعلّق في دور الأزياء غريبَ الإسم
وتُسلبُ مني الأحداقْ
يا نفسُ اتكئي تحت ركيزةِ داليةٍ تقطر خمرا
فالهوس الدوليّ المتحطّم في الفيتنام
يزاوج بين الضدين … النفطِ … ونارِ
العشاقْ
ما بين الشمس وبيني تتأرجح نجمة شمشون
تلملم أضواء الوطن العربي
وتقتلع جذور التاريخِ من الأعماقْ
وكأيّة زوبعة تتلاشى النجمة حين تهب الشمس
رياحاً تمطر عشقاً عربيّ القلبِ
فلسطينيّ الوجهِ …
جميلاً كالمهر الرافضِ قيد السرجِ
الشامخ فوق الأعناقْ
يتمختر كالأمل النورانيّ
يصافح وجه الله …
ووجه القدس … بُراقْ

(3)

عاشقة قالوا …
وجزاء العشقِ الحرقُ …
فمن يحرقني
وتمزق ثوبي يقتسمون شظاياه
الفاء … اللام … السين
الطاء … الياء … النون
ويختلفون
وبين الحزبين أضاعوا فلساً في الطين وتاهوا
عطشوا فامتدت ألسنةٌ للنهرِ تغير مجراهُ
عاشقةٌ قالوا …
وأقول أنا عاشقة عطْشى للحب فمن يروي عطَشي
أتلمسُ عن كثب صوت الزعماءِ
المتذبذب بين الهمس وبين الإعصارِ
يغطي صوتَ ملوك النفطِ النافشِ كالديك الحبشي
أتلفّت ضاع يميني .. ويساري
عاشقة … من يقتل حزن العشق بسيفٍ
لا ببيان ناري …
من يسكب طعم العنفِ على أشعاري
وجزاء العشق الحرقُ …
فمن يحرقني … ويحرر داري
وصبرتُ على جمر لا يطفئه الموجُ وهمسي يتصاخبَ
فوق هدير البحرِ …
فما خفت هديرَ البحرِ ولا خافت عكا
وتجذّرنا في غزة … والكرملَ
وزرعنا في وادي الباذانِ …
حوافرَ خيلِ الفرسانِ
وصرخة زيدٍ دكّتهم دكّا
باسم الفقراء كتبتُ على أوراق الزيتونِ اسمي
وغرستُ سناسلهم كبريتَ الحقدِ …
يضوعُ وقد لمستْهُ الثورةُ في شغفٍ مسكا
أتنشّق رائحةَ القسام
سحابةَ عشق تتلألأ فوق القسطلْ
أعبرُ بين شقوقِ التاريخِ وأفضحُ كل الأسرارِ
هذا هو عشقي
يا زمن الفقراءِ
ترقّب كيف يصيرُ العشقُ دماً
حين تغازلُ ريحَ الجوع عيونُ الفقراء
حاصرهم جوعُ القحط
وجوعُ النهم المنتفخِ السارقِ من أعينهم لون القمحْ
حاصرهم سوط المهماز
ولون العرق المترامي
يحرث … يبذرُ … يحصدُ
يطحنُ … يعجن … يخبزُ
ثم يجوعْ
يا زمن الفقراءِ
ترقّبْ كيف ستصرخ فاءُ الفقراء لتصبح فاءَ الفتحْ
وكيفَ ستزهر تضحيةُ الفقراء لتعطي تاءَ الفتحْ
وكيفَ تفجّر فتحُ الحاءَ فتزهرُ حرب الشعبِ
لتعطي الأرض
وتعطي الحريةَ للفقراءْ

(4)

يحملني أمل أزليّ
يتّرجرج حيناً ……….. أخشى
أنسى أن التاريخ معي
وأفيق لأحلم بالأمل الأزليْ
تتكسر مرآتي
فأفتّش عن لوني بين فتات الضوءِ
فألمح في العتمة لوني العربيْ
أبحث عن أهلي بين خبايا الغفلةِ
أحجية يتساقطُ منها العقلُ
وفي بؤرته مليونُ فقير جانب كل غنيْ
مليون ذكي يحكمهم تاجر نفط
وتحيط بهم كالليل حظيرة ُبدويْ
أتساءل … من سيقص ضفائر شمشونَ …
وهذا السيل طلائعه جوعي
يرِثونَ الفقرَ وأيديهم تتبعثر باحثةً عن حزمةِ ضوءٍ
عن قمرٍ ورديْ
نامي … واتكئي فوق الموج دليلةُ …
جاء الصوتْ
فمقص العصر بليدُ الشفتين
يحيط به الحراسُ
ويلعب ضمن وفاقِ الهمسةِ والصمتْ
نامي …
وأنام …
وأحلم بالأمل الأزليّ وأرقبُ كيف يجيءْ
يتسللُ … يقطع شعرةَ جفنٍ … يخطفُ طعمَ النومِ
ويصرخ شمشونُ
وقبضتهُ تتساقط غيظاً تسحق أيّ بريء
يتكاثر فعل الغيظ ورد الفعلْ
يتساقط شعر القتلْ
ما بين جدائله والليل نهار يمضي كالبرق ويبقى الليلْ
والغيظ يروح ويأتي .. والحلم بطيءْ
وأنا عاشقة …
أشتم أريجَ فداءٍ يسألني قبلةَ حب فأذوب على شفتيهِ
وأسأله أن يبقى ويذوبَ معي
يتصاعد مثل خيوطِ الفجر وينسج قامته في الأفقِ
ألملم ذاكرتي وأراه يفيضُ دماً يتجمّع في شفقٍ
ويعود إليْ
بالفرح يعود إليْ
أتلقف بسمته فتحيط بنا غيماتٌ سود
تزرعه خلفَ النسيانِ
وتقذفني خلفَ القضبانْ
وأمزّق حلمي
أتذكّر أن التاريخَ معي
فأمد يديّ وراء الغيم الأجوفِ أبحث عن رائحةِ الماءْ
فتعانق راحتيَ السكرى شمسُ الحرمانْ
ويثور الغيمُ … ولا يمطرُ
يعصرهُ ليلُ حزيرانْ
يتلاشى الدجلُ … فتهربُ من ذاكرتي كل الأسماءْ
أنسى … أتذكر أنسى …
ويموتُ النسيانُ
فصوتُ العاصفةِ يمزق رحمَ الصمت … فيولدُ صوتي
أتحرك والفشلُ الرسميّ يفجر همسي
أفتح عينيّ … فأسمعُ لحن الفتحِ … فأقتلُ موتي

(5)

يا هذا الوردُ المتفتحُ في الغورِ يقيني أنك تعصرُ جرحَ
الشرقِ
فإني ألمسُ طيباً حين تطلّ من الشرقِ غمامةْ
يتناثر حولي مطرُ الخوف فلا يلمسني
يهطل … لا تبتل غصونُ الزيتونِ
ويهطل … يحرق كل الزيف الأخضرِ …
يتفجر حولي غضبُ الماء … يفيضُ التنّورُ
وفي زمن الطوفان تثور الأرض المحتلة والغيمُ معاً
فتفيضُ على الغور كرامهْ
ويعانقُ جرحي همسُ الماء العاشقِ
يحفر في كفّي وشمَ حمامهْ
ويضم جراحي … وسلاحي مطرُ الوديان
يتساقطُ شعر الزيفِ النابتِ زوراً في ليل حزيرانْ
ويعذبني الشوقُ لهمسٍ تتعانقُ فيه الكلماتُ
تموتُ فواصلها وتذوبُ الأحرفُ في كأسٍ
يحمل لون ترابِ الوطن المحتلْ
ما أجمل أن يتعانق إسمي .. واسمُ أبي حركياً فوق إجازة فتحْ
أحمل رائحة العشق .. واتّشح بكوفية عاشق لون القمحْ
وعلى كتفي يتألق لونُ جوازِ السفر … وفي يدي المنجلْ
أبحث عن فرحي العربي … أتوه …
وفي زاوية ميتةٍ. فتشت عن التاريخِ … وجدتُ عظاماً
ووجدت سلاسلَ من ذهبِ
ووجدت قلائدٍ من كذبِ
ووجدت سلاماً …
لكن من حطبِ
يتجمع حولي فرح عربي … يخصبُ شهر العسلِ …
فأحسبها حطينْ
يتدفق مني الفجرُ فألمح في عمان غراباً يسرقُ خمري
بطل على شفتي “روجرز” يغطي عورته بوشاحِ
صلاح الدينْ
يتمزق وحل التاريخ الأيلوليّ شظايا
تشنق خارطة التاريخ على صلبانِ رماح تتآلفُ في
صِفّين وفي دبّينْ
هذا هو عشقي
يا فارسَ حلمي المتأرجحِ بين الزرقاءِ وبين الصحراءِ
تحاورُ في جدّةَ كالسيفِ فتصلبُ في الفردانْ
وما عرفتك خيولُ الهربِ
وتولد منكَ … وفيك الأحزانْ
تصب على أيلولَ لظىً يحرقُ ذاكرةَ النسيانْ
أراك تحاور كل بقاعِ الأرض الضائعةِ
وتغرس فيها ثوبي علماً …
وتطرزُ وجه الكرةِ الأرضيةِ باسم فلسطينَ
وتكشف سر الأرض
لقد هَرَبَتْ يوماً من سجنِ الشمسِ
وبيتُ المقدس أولُ من ثارْ …
هذا هو عشقي
فالآن عرفتُ لماذا يهوى الله الثوارْ

(6)

هذا هو عشقي
فالآن عرفت لماذا كان يحارَب كل الثوارْ
عرفتُ لماذا يختلطُ الأمر فلا يُعرفُ إبليسُ من القدّيسْ
ولا يُعرف كيف يساومُ باسم العري وباسم الجوعِ
وباسمِ الفقراء طواويسْ
وكيف زمامُ الأمر يلوح شهياً تعشقه كل إذاعاتِ
العرب … تغنّيهْ
يتجاهلني الحقل فأنمو فيهْ
أزحف … أتفشى … وأغطيهْ
وألملم أطرافي … أتشامخُ هرماً يعرف معنى العشقِ
ومعنى البغضْ
وأرفعُ صوتي … أتناثر في أعين من حرموني إسمي
هذا هو عشقي
أقفُ الآن على درب ورديٍّ يتشعبُ مني فيغطي الأرض
عيناي تلملم أوردةَ الجوع … وتنشرها فوق خيامِ
الشمسِ
وتحت بقايا أوراقِ خريف الأمسِ
أضم سلاحي …
أسمعُ لحن سلاحٍ يأتي من حولي
وأرى أهلي
يتسابقُ فيهم صوت العشقِ
فيحملهم أمل أزلي يعبر في بوقي …
يتعاظم يصبح غابة حبْ
يتكاثر فعل الغيظ … ورد الفعلْ
يتساقط كالباروكةِ شعرُ القتلْ
وهشيمُ حزيران يصير دخأنا في رمضانْ
يتهاوى شمشونُ بلا شعرٍ …
من يحملُ سيفَ صلاح الدين …
وألمح كل سيوفِ العرب مخضّبة بالنفطْ
تحارب ضمن حدودِ وفاقِ الهمسةِ والصمتْ
وأصرخُ …
يا حراس المعبد مازالت في الحقل ثعالبُ شمشونَ
ومازالت عيناه مخضبتين بحقدِ الجرحْ
أفتّتْ بين أياديكم صورَ التاريخِ
وتنتعشون بنشوة كأس تذهبُ سكرتها
وأحذّرُ من هوسٍ دوليّ تصخب همستهُ فتمزق
صمتَ الريحْ
فأني ألمحُ خلف البسمةِ وجهَ الاستعمارِ قبيحْ
أتساءلُ والفرحة بالألم تمزّق ذاكرتي
كيف حصدنا من وحلِ حزيران صموداً
ولماذا نحصدهُ ما نحصده الآن ؟
أتساءل كيف نخادع شجرَ الزيتونِ
لأنّ زكامَ العصر يبدّلُ رائحة الزيتْ
وكيف نصدق أن الأفعى تصبح قبّرةً إن غيّرت الجلدْ
هذا هو صوتي
ينذرُ … ويحذّرُ … ويذكّر كيفَ تهاوى المعبدُ
كيف “على أعدائي يا رب” تصيرَ مسّادهْ
فمقصّ العصر بليدُ الشفتين تجلّد في رمضانَ ونامْ
وهذا زمن أصبحَ فيه النومُ عبادهْ ..
يتفاخر فيه الساسةُ من منهم أكثرَ في معركةِ الشتمِ بَلادهْ
يتفجر عشقي .. غيظاً
وأمامي صورةُ صحراءٍ تتمزقُ بالخوفِ الذريّ
ويعصرها سم الحيّهْ
أتذكر كيف يموت الخوفُ
أنامُ … وأحلم بالأمل الأزليّ … وأرقبُ كيف
يجيءْ
تملأني الريحُ بعاصفةٍ … وبلحنِ الحرب الشعبيّهْ.

(7)

يا أملي المتنامي كالأطفالِ المتشامخِ فوق عظامي
وعيونِ الشهداءِ
تكسّر كل أغاني الخوفِ
وتسكبُ روح اليقظةِ في الإعياءِ
تذوّب ألوانَ الزيفِ
بصابون الماءْ
يتركز فيك الزمنُ وتلتحم الأشياءْ
وتعبر بين مسامِك أنفاسُ شموخِ الفقراءْ
تغيّر خارطةَ الغابِ
بقانون العنف العاشقْ
وتصب على لغةِ الإرهابِ
حروفَ الحب الحارقْ
كم درب عبرته الشمسُ أمامك … ضاعتْ …
غمرتها العتمةُ في وحلِ سراديبِ الذهبِ النفطّيةْ
والشفقُ الوردي يمازج ألوانكَ بعيونِ الشعبِ
ويفرشُ أنفاسكَ فوق أريج الزيتونِ وصوتِ
البارود
وتنمو … يتعاظمُ فيك شعاعٌ من عصرٍ ضيّعه
التجارُ
يذكّر أن وصايتهم بئرٌ عطشان لضحيّهْ
يا أملي … ثوبي يتجمّعَ فيك وتصبغه ألوانُ الغربةِ
عاد بتجربةِ التاريخ من التخمةِ … والجوعِ … وفيه
نشيد الخيمةِ
وشواهدُ كل مقابرنا المجهولةِ … والمنفيةْ
حاربتَ بسيفِ الوعي …
فحاذر أن يسقطَ سيفُكَ …
فالغزو الفكري يذوّب إسمنتَ الهرم فينهدّ بنسمةِ أُغنيهْ
وتشبثْ بالصوانِ فإن الريحَ على قدميهِ تذوبُ
وحاذر لمعانِ حجارتك .. ولا يخدعك بريقُ الزيفِ
فأقسى أنواعُ الصخرِ الفقراءُ …
وأعتى أمواج الريح تهاجمُ في القمهْ
وغبيّ من يخدعه الوهجُ هشيماً …
فالهرمُ المرصوصُ يعانقُ دربَ النصر …
والهرمُ الأجوف .. قبرْ
وسياجُ الهرم الوعيُ … ووعيُ الهرم سلاحْ
يكذبُ من يرصف أشواقَ العالم بالخلدِ وينسج رائحةَ
النصر بعيداً عن بحر المدن العاشقةِ
وعن لهثات الأيدي المشدودةِ فوق محاريثِ الريفِ
وعن رائحة الصحراءْ
يكذب من يحلم بالنصرِ بلا جيشِ الفقراءْ
يا أملي الوردي .. لهاث الغيمِ الأسود يحلم أن يجعلَ
من أملي …. ألمي
يتسلل كالطاعونِ ليسرقَ اسميَ وليحرقَ علمي
وعلى كعب البارودةِ محفورٌ اسمي، وعلى غصنِ الزيتون
وفوق مآذنِ يافا … وعلى صلبانِ القدسِ
وفوق عيونِ القمحْ
وستبقى يا أملي . أملي
فاسمي يتعانق واسمُ أبي حركياً فوق إجازةِ فتحْ



.
أعلى الصفحة

قذائف منشارية
من مدفع ابو علي اياد

(1)

لي قبرٌ يتجولُ في المدنِ وفي الصحراءِ، يمزّقُ كلَّ
الأبوابِ النائمةِ على الذلّ. يُذَكّرُ كلَّ الداعينَ
إلى النّسيانِ
على شاهدِهِ مكتوبٌ كيفَ قُتِلتُ … وأينَ أنا
ما زلنا نبحثُ عنك
عبثاً … فالناقةُ تركضُ خلفَ مقاماتِ عليٍّ. تبركُ
في الليلِ … وترحلُ
وجدت في الكوفَةِ رأسَ حسين …
وفي عمّان
وجدت سيفَ حسين ورأسي

(2)

كنا نتجادلُ قبلَ غيابِ الشمسِ، نحاولُ أن نُلغي
من قاموسِ العصرِ معاني الغدرِ ونشطبُ أيلولَ
وصفّينَ زماناً ومكانْ
كنا نتجادلُ – يا جهل الجهلاء – هل الأفعى تلدغُ
من لا يؤذيها
ونسينا كعبَ أبي بكر الصدّيقِ وكلّ قواعِدِنا في
جرشَ وعجلونْ
نسينا كيف الظلمةَ يجرحُها فكرُ الإنسانْ
ولماذا تهربُ للماضي …
لا أهربُ … أبحثُ عن ذكرى تتجدّدُ في ثوبِ
النّسْيانْ
أبحثُ عن لغةٍ يفهمُها من لايطعنُني
كلَّ مساءْ
أنك تبحثُ عن لغةِ الفقراءْ

(3)

يتأرجحُ رأسي فوقَ جدارِ القصْرِ
ليرهبَ أحبابي
أسمعُ نَبضاتِ أظافرِهمْ
وتدقّ عصاتي جَرسَ الحقدِ فيجثوا الحُبّ على بابي
وكلابُ الصَّيْدِ تداعبُ قطَطَ الفِكْرِ يُفاجئُها
صوتي يزأرُ …
تجفِلُ …
ترحَلُ …
يَسقطُ عَلَمُ الوِحدةِ بينَ الكلبِ وبينَ القِطْ
ويُرفرفُ علمُ النّمرِ على أسوارِ القُدسْ

(4)

أسمعُ صوتاً يتأرجحُ بين الضّادِ
وبينَ (ألفي)
يا ابن أخي …
لكَ مَكّةُ .. كُنْ … ملكاً … فالقومُ كرامْ
والعُزّى تشهَدُ … واللآتُ .. وكل الأصنامْ
أنكَ سيّدُهم … حين تُطَلّقُ حُلْمَ الوحّي ووحيْ
الأحلامْ
اعْتَرِف اليومَ بآلهةِ القومِ .. تَسُدْ كلَّ الأقْوامْ
أسمعُ صوتاً يتَشبّثُ بفلسطينَ ويهتفُ
يا صوتَ الزّورْ …
عبثاً يتأرجحُ هذا القَمَرُ على شَفَتي
والشمسُ تدورْ
فالفتحُ طريقي … أعرفُ أنَّ طريقَ الفَتْحْ
لا تُزْهِرُ إلاّ بالجُرْحْ

(5)

كانت أقنعةٌ تحجُبُ عني لونَ الزورِ
ويومَ خلعتُ حذائي … سقَطَتْ
فرأيتُ المسرحَ بالألوانْ
بدأتْ تَتَعرّى الأفكارُ أمامي …
ذابَتْ كلّ الأصباغ
وكلّ الفِرّيسين عيونُهُمُ بالحِقْدِ تبوحْ
ولا أخشى غيرَ يهوذا والحربةُ في شَفتَيهِ تلوحْ
تتَعَرّى الأفكارُ أمامي … تَتساقطُ حزناً ومَذلَّةْ
ألسنةٌ تلعقُ وَحْلَ الأرض نحاولُ أن تَشتريَ الصَّحرا
بالتّقْسِيطْ
فتبيع الأمّةَ بالجُملَةْ

(6)

يتَنَاثرُ من فَميَ الرَّشاشُ كلامٌ يفهمهُ الفقراءْ
عواصِمُنا العربيةُ تُمْسَخُ حين أراها جاثيةً في قصر
حسينَ ورأسي فوقَ السّورِ يُطل ودمي في الكاساتِ
يدورْ
هل تُبنى الكعبةُ من أجل القلبِ الأسودْ
هل تصطَفّ القِطَطُ لتسعى بين الحُمّرَ والفِرْدانَ
لتِرْجُمَني كي تتخلص من عقدةِ أيلولَ
فتلعقُ للملِكِ حذاءَهْ
تتفَجّرُ في فمي الكلماتُ
قذائفُ صدري تَصْهرُ أبوابَ الحُكّامِ لتُعلنَ أن
الثورةَ لن تُعطي صكَّ براءَةْ
يفهمني الفقراءُ … ولكنْ فلتسْمعْ كلُّ الآذانْ



.
أعلى الصفحة

ويكون الطوفان

في الزمنِ المتداخلِ بينَ الحقِ وبينَ الباطلِ

تأتي أصواتُ الشهداء

وفيها رؤيا لا يفهمها الأحياء

لا يدركها الأحياء

لكن الرؤيا تتجسدُ في أدمغةِ الثوار

مشاريعَ الشهداءْ

فهم من وضعوا رِجلاً في البحرِ

ورِجلاً في النهر

رِجلاً في القبرِ

ورِجلاً تزحفُ حتى النصرْ

-1-

اكذبُ إن قلتُ عفوتْ
أهربُ من مسبحةِ التكتيكِ على أرصفةِ النظريات،
وأخشى أن أغمضَ عينيَّ وفي ذاكرتي عنقي تتأرجحُ
يوم غفوتْ
أعبر نهرَ الدمِ … أحلم بالزنبق لكني أحصدُ شوكاً
ألدغُ آلافُ المرّاتِ من الجحر ولا أتعلمُ
وأظل أعودُ لأبدأ من حيثُ أتيتْ
أتسلقُ أمعائي
أتعجّلُ ميلادي … فيغوصُ الوحلُ معي في بحرِ التيهِ
وأصواتُ الشهداءِ تعربدُ في سمعي
تقسمُ وتنادي : يا أهلَ البيتْ
من منكم ينسى أيلولَ سيعفو،
سيعانقُ ثعبانَ العصرِ … سيلدغُ … مهلاً
وشفاهي ضائعةٌ يتكوّم فيها درسُ الحذرِ الدمويّ
فأصرخُ لن أعفوَ …
أكذبُ إن قلت عفوتْ
يسقط من قال عفوتْ

2–

عمانُ جبالك تهتزّ ولا تنسى كيفَ احتُلتْ في
أيلولَ مآذنها فتحولت الأرض العربيةُ مختبراً
للتجريبِ وأسلحة الأمريكانِ تناقشُ سحرَ التأثيرِ
على الأطفالِ وعلمُ النّفسِ يحلل معنى الساديّة

عمانُ جبالك تهتز وأرضُ العرب الكبرى . . . . كل
الوطنِ العربي اهتزَّ . . . ولكن في رقصةِ سامبا . . .
في رقصةِ أغنيةٍ وحشيّهْ
قالوا إين هو الوطن العربي الحر ! وكل الأرض العربيةِ
مسبيّهْ
أينَ هو الوطنُ العربي الحرُ ونحن على شاطئنا ننظر للبحرِ
غريباً … يزحفُ نحو خلايانا، ومحيطُ الأسطولِ
السادسِ … وخليجُ الشاهِ السابعِ لا يفهم لغةً
عربيةْ
يا وطناً عربياً محتلاً بالقحط ومحتلاً بالنفطِ ومحتلاً
بالخوفِ ومحتلاً بعقال مجدولٍ من شعرِ الموتى
يتزين فيه الأمراءُ
ويشنق فيه الجوعى والفقراءْ

3–

يا زمني …
يا زمنَ الكلماتِ المجروحةِ حينَ تباعُ حروفاً
يهتزّ الشاري طرباً
وظلالُ الخيمةِ تستر عورتنا
والعتمةُ تحضن وحدتنا … مهلاً … مهلاً …
ما بال الزوجةِ تعطيكمْ ثمنَ الآهاتِ وضوءُ الشمسِ
يضاجعها … والأختُ إذا همستْ … ذُبحتْ
عجباً … عجباً …!
يا ذا القرنين لماذا تشربُ نخب الاستسلامِ بقرنٍ والآخرَ
تقذفهُ لهبا
عجباً … عجباً ! ..
قد كنتُ أظنكم عربا ! !

4–

حامت يا وطني في قلبِ غيوم الفجرِ الغربانْ
وتدحرجتْ الأحزانْ
وانصبَّ المطرُ الهاربُ من حدقاتِ الجوعْ
ومن صرخات الرأسِ المقطوعْ
ما عاد الصوتُ بريئاً فالطفلُ تقمّصه الشيطانْ
يتمطى المستنقعُ فيغطي كل الأرض العربيهْ
يصبح فيه النحلُ ذباباً
والبحر سراباً
والمسكُ دخانْ
فليتحرك هذا الماء الآسن وليأت الطوفان

5–

النارُ انطفأت … أوقدها جنيّ يعشقهُ المدفعْ
والثلج تثاءبَ …
خطوُ الماء إلى بحر ورديّ اللون يُعذّب لونَ المستنقعْ
وقرونُ الطيف تجفّ … ترفّ وتسقط وحلاً
كالأحزانْ
ويجَمّع فحلُ الشرقِ الماسَ ويجعله سيفاً يجرحْ
ويلملمُ عربتهُ ويفيضُ على شفةِ البركانْ
يتعربشُ جبلَ الشيخِ ويحتضنُ الكرملَ والطورَ فيهتزُّ
الهيكلُ والمذبحْ
ويكونُ الطوفانْ



.
أعلى الصفحة 

زمزم 105

عندما ابتدأت ملاحم البطولة في أيلول … توقف كل شيء في سماء عمان عن الحركة. شيئان فقط كانا يتحركان. القذائف، وصوت العاصفة، صوت الثورة الفلسطينية منطلقاً تحت القصف من محطة زمزم 105 ولا يزال هذا الصوت منطلقاً ومدوياً يملأ العالم بقضية الحق … قضية الشعب. متحدياً كل محاولات الكبت ومؤتمرات الصمت .

(1)

تنامُ الجريمةُ لكنها لا تقومْ
وتنسحقُ الشمس … تذوي ابتساماتها ويموتُ السّديم
فتولد منه النجومْ
تذوب المسافاتُ بين الصقيع وبين اللهيبِ ويذوي حنانُ
الحبيبِ
وتلهث رؤيا العذابِ …
وزمزمُ ظلت تغني … تغني
وتكسر قيدَ الوجومْ
تنامُ الجريمةُ …
لكن روح الفداءِ …
تقومُ …
تقومُ …
تقومْ ..

(2)

تباشيرُ أيلولَ تعصرُ مجدَ الدوالي
وتسكبُ خمرَ الخليل على نهدِ عمانَ
ينفجرُ الحقدُ .. والحبُ …
يكتملُ النصرُ حين تموتُ الليالي
وفي زمن الفتحِ
كل المواويل تقذفُ صلياتها
في صدور الأعادي
وزمزم كانت تغني
وظلت تغني
بلادي … بلادي … بلادي
ويولدُ نجم يطل فيختنقُ الليلُ
ينهمرُ الحزنُ … تزحف أيدي الخلاص فترتد مصبوغة
يقطرُ الخوف منها وأيلولُ يغرق في اليأسِ
تقذفه الأشرفيةُ للشمسِ
يرتّد مُتّشحاً بالسوادِ
ويهربُ قلبٌ … وتسقطُ عين …
وأنثى تحاول أن تسرقَ الحلمَ …
تحمل بالأملِ الدموي ولكن عمانَ
ترفضُ أن تمنحَ الليلَ طعمَ الولادَةْ …
فتذبحُ ميليشيا الشعبِ كلَّ دروبِ الإبادهْ
وزمزمُ كانت تغني …
وكانت قيادهْ …
وظلت تغني …
بلادي … بلادي … بلادي
فتحُ ثورهْ عالأعادي

(3)

وكانتْ لنا قصةٌ تسرقُ الشمسُ منها الضياءْ
وكانت لنا لغةٌ تتشابك فيها الحروفُ
لتنسج جسرَ الفداءْ
وزمزم كانت تطل على سفح دبّينَ …
تدركُ أن الحروفَ إذا عطشت يهلك الجسرُ …
فامتشقت سيفها … ذوّبت جبل الشيخ
وارتشفت جرعةَ الصبرِ من صرخاتِ السماءْ
ومدت حروف حزيران … أيلول جسراً جديداً
على صدر سيناء، فارتعشت أمة نام فيها الضياءْ
وشرّش فيها البكاءْ
وغنت نشيدَ بلادي
تحركت الأرض …
زُلزلت الأرض
أركانها خضبت صفحةَ اليأسِ
دارت عليها كؤوسُ الدوالي
معطرةً بالخليل … و بالقدسِ
مصبوغةً بالدماءْ
ومدت على جبهة الأرض ألوانها …
سكبت لحنها
خضبت غربها … شرقَها …
غرست في السماءِ العلمْ
هوى أخمصُ البندقيةِ يطرق بابَ الأمم
وفي وهج النصر يدركُ أنَّ الرّصاصْ
طريقُ الخلاصْ

(4)

بلادي …
وفي أضلعي هوسُ العزف قيثارتي قُنبلهْ
ويأسرُ لحنُ الأصابعِ قيدَ الزنادِ
بلادي …
وأيلول دين .. وشيلوكُ عمان يقطعُ صدري
ويصلب عمري على شفةِ الجلجلهْ
يشاركني اسميَ الحركيَّ … ويسرقُ اسمي الحقيقيَّ
يزرعُ في حقله أدمعي، يحصد الوعد من تاجر باعني …
وأنا في يدي ثمنُ الوعد والتاجرُ المفتري والزنادُ
الذي لا يباعْ
أنا وفلسطينُ عند ابتسامتنا ينشدُ الظلم لحن الوداعْ
وتكتملُ المرحلةْ
ليشرقَ فجر الجياعْ



.
أعلى الصفحة

النيل اسمي

أوْ سمّني ما شِئتَ
إنَّ اسْمي على شَفةِ الخرائِطِ لا تُغطيهِ الحُروفْ
أوْ ضُمّني
إن الضفافَ اليومَ حينَ تجفّ تلتهمُ السيوفْ
أوْ فاشْتَعلْ غضباً مَعي
إني تأبّطتُ السدودَ
حملتُ طوفاني إلى الصحراءِ
أغرقتُ التّواقيعَ المُهينَهْ
أوْ فانْتَظِرْ
إن السّنابلَ حينَ تمطرُ تزهرُ الأيدي الأمينهْ
أوْ فاحترقْ مِن أجلِ مصر
* * *
بينَ السنابلِ والقنابلِ فجوةٌ كالقبرِ
أعرفُ حيرةَ الأمواتِ حينَ تضيعُ في بحرِ البدائِل

إن الشتاءَ يموتُ عندَ تردّدِ المطرِ
النهار يموتُ عندَ تردّد الشمسِ
السلامُ يموتُ إن ركعتْ أناشيدُ المقاتلْ
* * *
من يقرأ التاريخَ ؟ !
إنّي أكتبُ التاريخَ
مصرُ نسجتها عبرَ العصورْ
أتذكّرُ الأمواجَ
ما هدأتْ أعاصيرُ الشمالِ
عبرتُ سيناءَ
استقرَّ دمي على حِطينَ
فاضَ بعينِ جالوتَ
الشواطئُ هاجَرتْ
فالنيلُ لا يحمي العيونَ على حدودِ الوهمِ أو بينَ القبورْ
يتذكّرُ النيلُ الأسِيَّهْ
يتذكّرُ النيلُ الحدودَ بلا سياجٍ
إنّهُ البحرُ الفلسطينيّ بينَ المدّ والجزرِ
استطالَ فعانقَ الشمسَ
انحنى مطراً فعانقَ بندقيهْ
* * *
ما هذه الألوانُ . . ؟ !
تنفُثُ سمّها الأصباغُ
لوني لا تغيّرهُ الظروفُ
ولا السيوفُ
ولا العمالهْ
ما هذه الأبواقُ . . !
إن الرّدّةَ امتشقَتْ سلاحَ الضَّعفِ كي تصلَ الحدودْ

* * *

تتساقطُ الأنيابُ
والأضراسُ
والأسماءُ
كي يثقَ الزبائنُ بالعهودُ
خلوا العذارى … إنني طلَّقتُ أيامَ الجهالَةْ
إني أُغطي الأرض ليسَ لأنني أهوى الخُصوبَةْ
إني تفيضُ هويتي باسم العروبةْ
* * *
صممٌ يحاورُني
أقاطعُ عالمَ الأبواقِ
تهتزّ الحناجرُ كالخناجرِ
إن لي صوتاً حبيباً غابَ عنّي
ورأيتُ لما غابَ كيفَ تعلّقتْ آذانُ مصرَ على المشانِقْ
هزّي نخيلكِ يا صَحارى
إنهُ المطرُ الفدائيّ المغَنّي
ما غيّبوا غيرَ الصَّدى
فالأصلُ تبعثه البنادقْ

* * *
النيلُ إسمي
من عيونِ الشعبِ أنبعُ
أيها المتآمرونَ … أجفّ ! ! كيفُ أجفُّ !؟

أن نساءَ مصرَ محملاتٍ بالمطرْ
وتعانقونَ الخوفَ باسم الجوعِ
يزدادُ الجياعُ لأن حراسَ الموانئِ يسرقونَ القمحَ
والأمراءَ عادوا للقصورْ

وتصادرونَ هويَةَ الجنديِّ باسمِ القحطِ
إن جنودَ مصرَ يغادرونَ الخوفَ
فالأرض التي اختلطتْ بهم رقصَتْ على نغمِ العبورْ

وتحاربونَ النصرَ
في أي اتجاهٍ يعبرونَ الآن ؟ !
تختلطُ الحدود ويستوي شكلُ الخطرْ
فليرتفعْ سيفُ القضاءِ على القدرْ

* * *
يتذكرُ النيلُ الحدودَ
وفي حدودِ النيلِ حدّ مستحيلْ
إني أُغادرُ ضفَّتَيِّ
أُغادرُ الأيدي التي صدئَتْ فقطّعت الأصابع
أتنفسُ الريحَ التي حملتْ زفيرَ الجوعِ من قلبِ المصانعْ
أتكللُ الأيدي التي اختلطتْ أظافرها بحشواتِ المدافع
أتحسَّس الفرحَ الفلسطينيَّ والنفسَ الطويلْ
يتذكرُ النيلُ الحدودَ
وفي حدودِ النيلِ حد مستحيلْ
شحذتْهُ مقبرةٌ شواهِدُها من الفقراءِ … والشهداء
والشجرِ القتيلْ

النيلُ … حدّ النيل في حطينَ
حدّ النيل في قلبِ الدَّخيلْ



.
أعلى الصفحة

وفلسطين ظفار

يتشابهُ وجْهُ الموتِ على صفحاتِ النّارْ
والريحُ مُضَمّخّةٌ بفواتيرِ النّفْطِ
المرتَفعِ الأسعارْ
وعلى حائِطِ مَبكى الشّمْسِ
تفيضُ دموعُ الشّاهِ
مُحَمّلَةً بالحِقْدِ الأزَليّ
تصبّ على كسرى بَرْداً … وسلاماً
يبعثُ رستمَ من قبرِ أبي مِحجَنَ
مرتدياً عِمّةَ قابوسْ
وعُمانُ تعانقُها عَمّانُ
ولا تخجلُ لغةُ الصمتِ بانْ تصرخَ
إن فلسطينَ ظُفارْ
يا نوحَ الزمَنِ الحالمِ بالوردِ … وبالحريةِ
هذا زمَنُ النفطِ الشّعْبيّ
إذا لمسَتْهُ يدُ السلطانِ
فلا تعجبْ إنْ حُلْمُكَ أصبحَ كابوسْ
ماذا في مكةَ يا ابنَ أبي وقّاصَ
خيولُ محمدَ لا تَسْكرُ بالنفطِ
حوافِرْها لم تدعِ الخوفَ يطل على الحَجرِ الأسودْ
ما تركتْ في خَيبَرَ قانونَ رباً
أو وكراً لبغايا تحلمُ أن تُؤكَلَ في ظلّ الصخرَةِ
أو في حَرمِ الأقصى
ما هذا الجَسَدُ العربيّ الزاحفُ بالصمتِ
منَ الشلَلِ الغربيّ
إلى الشلل الشرقيّ
إلى الشلَلِ الكُليّ
لماذا . . . ! !
والمصلُ الرَّمضانيّ – يقول الوحْيُ – هو الدربُ الأوحدْ
فالداءُ هنا … وهناكْ
يتشابهُ وجهُ الضعفِ على صفحاتِ النارْ
وفلسطينُ ظُفارْ

* * *
كَمْْ خارطةٍ رسمتها لغةُ الفقراءِ
على وجهِ الأرض احترقَتْ
لكنَّ الفُقراءَ . . . هواةَ الرسم بأقدامٍ لا يخذلها الصخرُ
ابتدأوا . . .
يبس الخَطّ الأحمرُ
عطشَتْ وديانُ ظُفارَ
وقاطَعَها المَطَرُ
وما يَئستْ
فتحتْ أثديَةَ الأرض ينابيعَ
وحاصرَها الصَّمْتُ
فعانَقَتْ الجرحَ العربيَّ الراعِفْ
وفلسطينُ لقبلتِها صوتٌ تتماوجُ فيه رياحُ التحريرِ
فتمتلئُ الأرض عواصِفْ
يا جرحاً يلثمُ جرحاً
إعصاراً يَحضنُ إعصارْ
منْ يفهمْ لغةَ الثوارِ . . . سوى الثوارْ ؟ ! !
يتشابَهُ وجهُ الأملِ على صفحاتِ النارْ
وفلسطينُ ظُفارْ
* * *
يتبدلُ بلفورُ ولكن الوعدَ الزاحفَ عبرَ الصحراءِ
يموجُ ليدفعَ للربعِ الخالي من يهربُ من سجنِ الموتْ
وسبايا قحطانَ مضمخةٌ بالعِطرِ الإيرانيّ
ستروي تاريخَ قصورِ النّفْطِ
وتكشفُ أسرارَ الأمراءْ
ولن يكسرَ قيدَ الصمتِ
سوى الفقراءْ
أيلولُ تأجّلَ
قابوسُ يمثّلُ – في مؤتمرِ القمّةِ – عمقَ الغزْوِ الذاتيّ
وغائبةٌ كل حساسينِ ظُفارْ
لمخاضِ الأرض هديرٌ يوشِكُ أن يُسْقِطَ رَحِمَ الأرض
على صدْرِ الشّمسِ الهمجيّةْ
أيّ لقيط يمنعُ أن تعصفَ بالأرض زلازِلُ ؟ ! !
أنْ تَلِدَ النقمةُ ثُوّارْ
عبثاً يتزايدُ هذا السّيْلُ الغازي
فجياعُ الوطنِ العربيّ . . . صيامٌ . . .
عَرفوا طعمَ الخُبزِ الرّمضانيَّ
وما بالخبز وحيداً يحيا الإنسانْ
العيدُ يُطل لتحتضنَ الكعبةَ أنفاسُ الصّدْقِ
تمزّقُ زيفَ الوَهَج المظلمِ
وتعيدُ حُروفَ القُرآنْ
لتجرَحَ صمتَ الكابوسْ
لتُحركَ هذا الوطنَ العربيَّ . . .
فلا يسكتُ حين يصيرُ التاجُ هويةَ جاسوس
ويهوذا عَمّانَ يعانِقُهُ قابوسْ
يتشابهُ وجهُ الموتِ
الضعفِ
الصمتِ
على صفحاتِ النّارْ
يتشابَهُ لونُ الشّعبِ
الأملِ
النصرِ
على جَبَهاتِ الثّوّارْ
وفلسطينُ ظُفارْ



.
أعلى الصفحة

حين يصير الربُّ فدائياً

“ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً”
(السيّد المسيح)
“إذا كنتم تحبون أمكم وتدافعون عنها وتبذلون كل شيء في سبيلها، فهنالك ما هو أهم من الأم الوالدة . . . وهو الوطن الأم والأرض الأم . .”
(المطران كبوجي)

(1)

عبرَ مشاويرِ القمحِ تموج حقولُ الصلبانِ
وترقصُ أجراسُ الحقدِ
وتهتزّ مآذنُ بلدي غضبى
كان يهوذا سمساراً يسرقُ
صار يهوذا جلاداً يحكمُ
يا زمَن القدس المتهدّلِ
لا تعجب إن زحفت أسواركَ
كي تصلَ النهرَ بأمواجِ البحرْ

(2)

بينَ سطورِ الإنجيل سيوفٌ
يصقلها زمنُ الفتحِ
فترتفعُ الصلبانُ مناصبَ دوشكا
وتصيرُ وصايا الرّبّ قنابلَ . . .
وطريقُ الآلام مليءُ بالأطفالِ
متى غَمَرتهم ريحُ الرب انطلقوا أشبالاً
وانطلقَ الرب بهم يمسحُ دربَ الآلامِ
ويجعله دربَ الأحلامِ
ويقفزُ بالآمالِ إلى قلبِ النصرْ

(3)

طوبى للفقراءْ
طوبى لهواةِ الفقراءِ إنزرعوا في الأرض
فأعطتْ منهم أنهاراً
وارتوت الأعينُ بالألوانِ مطرزةً فوق سياج الوطنِ
فأينعت الأزهارُ الغضبى
وأهتزّ سياجُ الخوفِ
تشققتَ الجدرانُ وأعطتْ من مهجتها
كل دروس التاريخ وصيةَ حقد الماضي
والحاضر
والمستقبلْ

(4)

يتثاءبُ فلكُ الأزمانِ فيمتقعُ الظلُّ
على جدرانِ كنيستنا والهمسُ يدورْ
وتُغازلُ ريحُ الشرقِ الأجراسَ الذبلى
يتمردُ جرسُ الغدِ ويظل يدقُّ
يدقُّ
يدقُّ
تطاولت الآحادُ …
الساعةُ …
واللحظةُ …
والهمسةُ …
واليومُ … أحدْ
كل الأيام أحد

(5)

حين تهب رياحُ الباطلِ تتصاعدُ نيرانُ الحقْ
ومن ارتفعَ على شفةِ صليب يحضنهُ الربّ
ومن عانقهُ طيف يهوذا … فليحذرْ
أن يهوذا يسرقُ
صار يهوذا يحكمُ
فليخسأ زمن يحكمُ فيه لصوص

(6)

تتفَّجرُ كلماتُ الحقّ
شظاياها تتلملمُ بالخوفِ الكامنِ
في أدراج الكذب تحاول أن تخنقها
لكن عصافيرَ الشرقِ تغردُ
تنقلُ وهي تزقزقُ كل صباحٍ معنى كلماتِ الحقّ
يطاردُها الصيادُ … فيعجزُ
أن مدافعها تتزودُ بالقمحِ …
وباللحنِ الساطعِ من أغصانِ الوردْ
يا زمَنْ الرب المتشحِ بأحلامِ الفقراءِ
تحركّت الأرضُ الأمّ

فأينعَ زيتونُ الطور وفاضَ الزيتُ قناديلَ
تنيرُ الدربَ إلى صدرِ الشمسْ
وحينَ يصيرُ الربّ فدائياً
تنكمشُ شياطينُ الأرض
وتصطكّ أساطيلُ الشرّ
وتولدُ في القدس مآذنُ تنشدُ
والأجراسُ تُغرّدُ …
يا زمنَ الربِّ
عبرتَ سهولَ فلسطينَ
عبرتَ جبالَ فلسطينَ
زرعتَ الحريةَ فانتفضَ الشعبُ
تطاولَ مجدُ فلسطينَ فعانقَ مجدَ الربّ
ليسكبَ فوقَ القدسِ سلامَ عروبتها والحريّةْ



.
أعلى الصفحة

أنا الأرض

للكرملِ في البحرِ كفٌ وفي الغيمِ كفٌ ويسبحُ فوقَ
الجليلِ
وصمتُ الدوالي يحاورُ صوتَ الخليلِ
وأُغنيةُ الفتحِ تعبر جرحي لتشعلَ دربَ الدخيلِ
وتروي غليلي

أنا الأرض
أحضن في شهر آذار عطرَ الفصولِ
وأجعلُ لون الكرامةِ … لونَ الحقولِ
أنا الأرض أصبح محتلةً حين يغرقُ في النفط قرعُ الطبول
وحين تطولُ المسافة بين الخيولِ وبين الصهيلِ

أنا الأرض
محتلةٌ لن أكون فقد ماتَ جيلَ السماسرةِ
اليوم يولد فوقَ فلسطينَ جيلُ الكرامةِ
جيلي …

تذوبُ المسافاتُ في الوطنِ العربي فيُحتل شبراً فشبرا
وترتعش النفسُ سكرى
تفجّر أحقادها في المحيطِ
وتشنق أسماءها في الخليجِ
فحينَ الإرادةُ لا تجعل الأرض سيفاً … تموتُ
وتُحتل أرضُ العروبةِ
تُحتل حتى المساحة بين الزهور وبين الأريجِ
وتبقى فلسطينُ أرضاً تعلم أطفالها في المدارسِ
كيف الطباشير تمسحُ ظل الحدودِ
وكيف الحجارة تصهر قهرَ القيودِ
وكيف الجماهير حين تقاتل تصنع نصراً
لأن فلسطين درب يحرر أرض العروبةِ شبراً فشبرا
* * *
كأني بجرحي يغادرُ كفي ليطبع فوق السماءِ قصيدةْ
فتولد منه الغيومُ الجديدةْ
لتأتي إليه المرايا مطرْ
ملونة بحكايا الشجرْ
وجرحي يسافرُ يحمل قلب الشهيدِ ليزرعه في النشيدِ

أنا الأرض
جرحي يصيرُ السماءَ
وكفي قنبلة والأصابعُ محشوةٌ بالصواعقْ
وعشر زنابقْ
وحين الإرادة تفتح صدرَ المدينةِ للكلماتِ
تُرصّ الحروفُ متاريسَ، تكبر فيّ الشوارعُ
تمشي الرجال المدافعُ
إن فلسطين أرض تقاتلُ
لا تصبحُ الأرض محتلةً حين يسرقها الليلُ
بل حين يسرقها الذلُّ
والفرق بين المنافي وبين البلادِ … القتالُ
* * *
أغني أنا الأرض أُغنية للذين استطابوا نشيدي
وأنشد للبائسين الذين استطابوا نحيبي
وأبحثُ بين المفاتيحِ عن سر قيدي
فأحتارُ بين القريب وبين البعيدِ
وبين الغريب وبين الحبيبِ
وأختار همزة وصل تقول الحقيقةَ
أن الذي يَدَّعي الحب قد باعَ مفتاح قيدي . . .
لقيدي
* * *
أُجمّع من أغنياتِ الإذاعاتِ اسمَ فلسطين
أحصي القذائفَ
لو كل أُغنية طلقة
لو حروبُ المحيطِ … الخليجِ … الشمالِ . . .
الجنوبِ
لو الأبجدية تلغي حدودَ الحدودِ
لو الاتفاقاتُ والنفط يختلطون بنارِ الشعوبِ
ولكن …
أنا الأرضُ أعرف سرَّ المفاتيحِ
أعرف لون الأصابع والبصماتِ
وعندي ممحاتها في دروجِ التلاميذِ
تحت الأظافرِ
بين الضفائرِ
محفورة في القلوبِ
لأني أعرف سر المفاتيح أني أغني أنا الأرضُ
أُغنيةَ الشعبِ للعشبِ
أُغنية الربّ للربّ
والشعبُ والربُ قافية واحدةْ

* * *
أنا الأرضُ
أكبرُ بالجرحِ
أكبرُ بالفتحِ
إن المساحةَ ليست بحجم الترابِ
ولكن بحجمِ الوطنْ
وأن المسيرةَ ليست بحجمِ القبورِ
ولكن بحجمِ الشهادةْ
وأن النتيجةَ ليست بنوعِ السلاحِ
ولكن بنوعِ الإرادةْ

* * *
أنا الأرضُ
يغمرني مطر في الجليلِ
وعرسُ القرنفل يجتاحُ صدري
فترضعُ شمسُ البذار … الحصادَ
لتمطرَ في الضفتينِ العنادَ
ويأتي إليَّ الربيعُ يحاول أن يتفرّد بالثارِ
يأتي إليَّ الصقيعُ يحاول أن يتزوَّدَ بالنارِ
أحملُ بركان جرحي
أطوف بمرج بن عامرَ، أعبرُ كل القرى وأعاهدُ كل
الصبايا
ويمشي معي جبلُ النار نحوَ الخليلِ
وغزة تفتح صدرَ السهولِ
وسيناء تهرب … واخجلتاه
وتهربُ سيناء …
تهرب مسكونةً بالتواقيع. بالخبراءِ وبالخوفِ
مسكينةٌ . . .
بالنعال تبدل أغلى الرجالِ
وتلقي على النيل أو حالها ليفيضَ
فتولد في ضفتيهِ قصورٌ تصادر حد السيوفِ
ولكن غزة تسكب في النيل ذكرى فتغمره رجفةُ القدسِ
يهتز … يهتز … يهتزُّ
تغرقُ كل التواقيع في الوحلِ
يولَدُ في النيل لون جديد وعصر جديدٌ
ويعبرُ سيناء شعبٌ له خطوةٌ واثقةْ
تمزق كل الخطى السابقَةْ
* * *
أنا الأرضُ
جربت صفينَ
بيني وبين علي مواثيقُ مزقها الليلُ
إني على العهدِ … لكنني لن أغادر جرحي
لأن المصاحفَ فوق الرماح تُكسِّر رمحي
معاويةٌ …
إنني أُغمضُ العينَ عن عورة جرحت منبرَ القدسِ
والأشعري أبدلهُ الآن
فالمسرحُ احتاج بعض الرتوشِ
وعمرو الذي كان يسبح بين الرموشِ
ينافق كسرى ليسرق مني ومنك الخلافةْ
أنا الأرض أعرف معنى الضيافةْ
ويعرف كسرى بأني فوق فلسطينَ أمشي بطولِ الزرافةْ
وأسكن كل الصخورِ
وكل الطيورِ
وكل الزهورِ
وبالانتفاضةِ أسقطت كسرى
وعمرا
لأحيا أنا ودمشق ومن يعشقونَ القوافي
لأهدم في الوطنِ العربي حدودَ المنافي
وتبني الجماهيرُ عبر فلسطين نصراً فنصرا
لأن فلسطين درب يحررُ أرضَ العروبةِ شبراً فشبرا



.
أعلى الصفحة

عناق على جدار التاريخ

في الليلة الكهفيةِ استرخى النهارُ على عيونِ الفجرِ/ قالت
شمعةٌ دمويةٌ / الشمسُ أن طلعت تزاورُ ثم تقرضُ
لليمينِ ولليسارِ

والكهفُ يغرقُ في الثغاءِ وفي الصياحِ / وفي النشيدِ
وفي السلاحِ/ يصارعُ الأمواجَ / أن شراعهُ الدهري
مصنوعٌ من السمكِ المجففِ والقنابلِ / من عناقيدِ
الهدايا والغنائمِ / مبحرٌ كالريح تخضّرُ الجبال
مع المسيرةِ / أيها الجَوديّ (1) لا ترحل مع الغيم
انتظرْ / … وتجيء زاحفةً جموعُ الباحثينَ عن
النهارْ
ويدي تلامسُ صفحةَ التاريخ/ تقرأُ في الظلامِ ملامحَ
الدمِ … والشهادةِ / هذه شفة الخروصي (2)
تنسجُ الكلماتَ من نورٍ ونارْ

وتعانقُ القسام (3) بسمتهُ فيمتزجان في لونِ الجدارْ
والكهفُ عتمته جبالٌ من جليدٍ لا يذوبُ بلا دمٍ /
وتفوحُ منه ملامحُ الوجهِ الفلسطيني يمطرُ ياسمين
الجرح أغنيةً فتزهزُ في ظفار
يـتألق الدم كابتسامة عاشقين / يموجُ مثل سنابلِ القمحِ /
الحكاية …/ أنها نفس الحكاية / والعدو … /
هو العدو / هي القذيفة / أنها نفس القذيفةِ / طائرات /
إنها الصوت الذي سرق العيون يمد اذرعه إلى
بيروت من عكا/ وأطفال المدارس في ظفار على
الجدار يعلقون الطائرات/
ويرسمون النفط فقراً
يرسمون الفقر نهراً
يرسمون النهر جسراً
يرسمون الجسرَ أُغنيةً على صدر الوطن .
“من قلب الصحراء نداء يطعن صدر الشاه يقول :
هيبتك تضيعُ وقصرك يهتزّ، رجالك يأتون ويأتون …

لتعصَرهمْ شمسي . واللهِِِِِ لئنْ أرسلتَ البحرَ لفاضَ

عليهِِِِِِِِِِِِِِِ التنورُ، لئنْ أرسلتَ البرّ لهاجَ البركانُ ،  لئنْ

أرسلتَ الجوَّ لأصبح َمطري يتعانق ُمعَ صوتِِِِ

الطوفانِِِِِِِِِِِِِِِِِ ،أنا رجلٌ في الغربةِ احصدُ أحزانَ الفقرِ

و بالعزّةِ أكسرُ كلَّ رماح الغدرِ ،  ولي شعبٌ لا

يعرفُ غير الجوعِِِِِِِِِِِِ سلاحاً للتخمةِ ، لا يعرفُ غير َ

الشّظَفِ سلاحاً للنعمةِ ، أنت رجالُكَ يأتونَ من

 الثلجِ السكرانِ إلى الصحراءِ ، من الريشِ الى

الشوكِ فإن عادوا احياءَ فإنّكَ  قاتلُهمْ حتى لا ينقالبَ

الأمرُ عليك.

و لكنْ ما عادوا

و نداءُ القسّام إلى أهل القدسِ يُردّدُ :

كم أنفقْتُمْ من مالِ الأوقافِ و من دمِ الفقراءِ لكي ترتفعَ

على أسوارِ القدسِ فنادقْ.

يا قومُ نسيتُمْ لون الغيمةِ ، أن الأسوارَ يمزّقُها

الترفُ فيورثُها الذلُّ ، و شعبُ فلسطينَ ينامُ هنيئاً

فوقَ الشوكِ إذا غمرتْ أسوارُ القدسِ بنادقْ.

ياقومُ يعيشُ الشعبُ مع الفرحِ إذا كانَ  يُقاتلُ…

يُعطي أطفالاً…و يُعانقْ

 …..

و يدي تلامسُ صفحةَ التاريخِ تقرأُ في الظّلامِ ملامحَ

الدمِ … و الشهادةِ /هذهِ شِفةُالخروصيِّ تنسجُ

الكلماتِ من نورٍ و نارْ

وتُعانقُ القسامَ بسمتهُ فيمتزجانِ في لون الجدارْ

وتُطلُّ من خلفِ المتاريسِ العُيونُ تجيءُ فتح/ فيفتحُ

العامُ النشيدَ /أنا ابنُ فتحٍ ما هتفْتُ لغيرِها /لكني

في شهرِ يونيو في ظُفار / سمعتُ أُغنيتي ، رأيتُ

صدى البنادقِ كانتْ الصحراءُ مظلمةً/ تحرّكُ في

عُمانَ الليل / إن الجبهةَ الشعبيّةَ إحتضنتْ تضاريسَ

الفصولِ و عانقتْ لُغةَ النهارْ.

النورُ تسرقهُ صناديقُ البريدِ / و للرقيبِ عليهِ ألفُ ذريعةِ/

و مصادر سرااً ، علانيةً  / وفي صفِّ المعّزينَ الطويلْ.

يتعانقُ الرجعيُّ و الثوريُّ “رسميا” و ينتظرانِ

ساعاتِ الرحيلْ .

و الصمتُ تلعقهُ فواتيرُ الحراسةِ /أيُّ سّرٍ يجعلُ الأمواتَ

تنبتُ أغنياتٍ /أي سرٍ يجعلُ الشهداءَ لا يصلونَ

جسرَ الموتِ / أرواحٌ تهاجرُ …لا تغادرُ /

و الكسادُ يحاصرُ التجارَ و الطابورُ منتظرٌ نهايةَ ثورتينِ

و يرتدي التبديلُ أزياءَ العساكرِ / ينتهي الطابورُ

في وحلِ انتظارْ.

هذي فلسطينُ استعادتْ مركبَ التاريخِ تمخرُ في عُبابِ

البحرِ كي تصلَ الموانئَ في ضفارْ .

هذي عُمانُ تموجُ فوقَ ملامحِ التاريخِ تعبرُ جسرَ

حطينَ

المرصّعِ بالفَخارْ.

تتعانقُ الثوراتُ بالدمِ بالجراحْ

فيطلُ ليلُ الثائرينَ على الصباحْ

—-

١- جبل بركاني في شمال العراق رست عنده سفينة نوح.

٢- الإمام الخروصي : قائد الثورة العمانية ١٩١٣-١٩٢٠

٣- القسام : قائد الثورة الفلسطينية عام ١٩٣٥



.
أعلى الصفحة

جبل الزّعتر

قالو إن الزعترَ لا ينبتُ إلا فوقَ

التّل . و سمعتُ صغيراً من وطني

ينشدُ : فوق التل …تحت التل …

إسألْ عنا الرّيحْ  تندلْ.

وسألتهُ : ما إسمك ؟

قال : زعتر. من أين ؟

من جبلِ الزّعترْ .  و تذكرتُ ماقالوه ُ

إن الزعتر لا ينبت إلا فوقَ التّل .

زعتر أصدقُ  منهُمْ حتماً . فالزعترُ

ينبتُ فوقَ التّل و تحتَ التّل واسألْ عنه

الريح تندلْ .إنّ الزعترَ يختصرٌُ الزمنَ

فينبتُ في الماضي و الحاضر ِ و المستقبلْ

إن الزعترَ يحمي كلَّ حدودِ الأرضِ

فينبتُ في الماءِ و في الصحراءْ . و عرفتُ

لماذا رائحةُ الزعترِ أقوى من كلِّ روائحِ

هذا العصر المتخَمِ بالليلْ . و عرفتُ

لماذا يوم حصارِ الزعترِ في بيروتَ من

قِبَلِ الزُّمرِ الفاشيّةِ و زُمرِ الرّدّةِ و الانفصالْ

عرفتُ لماذا أصبحتْ مُحاصرَةً بالزعترِ .

أصبحتْ الأرضُ مُحاصرةً بالفقراءْ

أصبحتْ الأرضُ مُحاصرَةً بالمستقبل ْ.

 (١)

يُحاصرُني الجوعُ .

بعضُ الصّبايا قدمُن إلى الزَّعترِ اليومَ مشياً و يحمِلْنَ

بعضَ الحليبِ المجفّفِ أصبحْنَ مركزَ تموينَ

أصبحْنَ فجْرَ الطّفولةْ .

يُحاصرُني الجوعُ ،

قال الرّجالُ :هنالك بين القنابلِ و الموتِ رائحةُ

العَدْسِ تعبرُ للجسمِ من غير مَضْغٍ،و تسكنُ في

الدَّمِ ، تبعثُ في القَلْبِ معنى الّرجولةْ

يُحاصرُني الجوعُ ،

جاء تْ إليَّ و في حِضْنها طفلةٌ تتآكلُ فيها العِظامُ ،

و يزحفُ في مقلتيها الجفافُ و كانتْ تردّدُ : النًْصْرُ

حتماً لنا … لاتخافوا

يُحاصرُني الجوعُ ،

قال الطبيبُ و بيدهِ مِشْرَ طٌ يوقِفُ الجُرْ حَ بالجُرحِ

إن الدواءَ يُغادرُ كفَّ المسيحِ لِيصنعَ نهراً منَ

الملحِ فيهِ تذوبُ الجراحُ و تَسْبَحُ فيه الدِّماءُ

و تُزْهرُ فيه الضِّفافُ

يُحاصرُني الجوعُ ،

كلُّ النواحي انسدادٌ ، وكلُّ النوافذُ مغلقةٌ و الوعودُ

مُعلّقةٌ و الصّمودُ كلامٌ في كلّ سوقٍ يُباعٌ

يُحاصرُني الجوعُ ،

فليخسأ الجاهلون إني أنا الفقرُ… و الزعترُ الجوعُ

نافذتي و سلاحُ التجويعِ لا يتأثّرُ منه الجياعُ

يُحاصرُني الجوعُ  بالمتخمينَ

و لكنّني أهزمُ  الجوعَ بالفقراءْ

يُحاصرُني باللصوصِ فيُهزمُ بالشُّرَفاءْ

يُحاصرُني بالتّخاذُلِ

أهزمُهُ بالقتالْ

و أجعلهُ الزادَ و الماءَ  و البرْتقالْ

و أجعلهُ الشّمسَ و البْرَ أنسجُ منهُ الظِّلالْ

و أجعلُ كلَّ خلاياه تُدركُ أنَّ ركوعي محالْ

محالٌ

محالْ

منَ الجوعِ أستلُّ للوعدِ خِنْجرٌ

و يكبرُ جُرحي فيمطرُ زعترْ

و تصدحُ أُغنيةُ الفتحِ ألشعبُ أكبرْ

ألشعبُ أكبرْ

ألشعبُ أكبرْ

(٢)

يُحاصرُني الماءُ

إنَّ التلاشي انقطاعُ

وفي البحرِ حين الغُيوم يحاصرُها الريحُ

يعطشُ حتى الشراعُ

وفي الزَّعتر ، الريح عاصفةٌ

والموانئُ مسكونةٌ بالنّدى

ولي شفَةٌ كلما عانقتْ قطرةً ذابَ فيها المدى

و تبخرَ منها الرَّدى

و يسكُنني هاجسانِ

الرضيعُ الذي أُصْبَعٌ مزمنٌ في فمهّ

والجرحُ الذي شفتاهُ ترطّبُ أجفانَها من دمهْ

وأصنعُ نفطاً خليطاًمن الدَّمِ و الجوعِ

أمزجُهُ بالدُّموعِ

وأسكبهُ في المضخّةِ كي يسرقَ الماءَ

من باطن الأرضِ

والنفطُ في الوطنِ العربيّ يسرقُهُ الأمريكانْ

وأُعطي منَ الزعترِ النفطَ للوطنِ العربيّ

لكي يحصدَ الماءَ الكهرباء

وكل الأذاعات فيه تغنّى و تنشْدُ

أللهُ أكبرْ

لقد أمطرَ الوطنُ العربيُّ صموداً و زعترْ

وفي النيلِ في بردى في الفُراتِ

يُصبّ الدّمُ الزعتريُّ المكوثر

يُحاصرني عَطَشي

غيرَ أنّيَ إعصرُ أقسى الصخورِ وأشرب

وأمتصُ قطْرَ النّدى في الصَّباحِ

وألعقُ زيتَ السّلاحِ

وتمتدّ كفي الى كلِّ كوكبْ

ورغم الدَّمِ المتكوّمِ فوقَ طريقي إلى الماء أذهبْ

وأشربُ من كلِّ صوتٍ يُغنّي ويطرَبْ

وللزعترِ الآنَ رائحةٌ تغمرُ الكونَ

تحملُ لون الحصارِ

تُغطّي شراينَهُ بالبخارِ

مُحاصرةٌ إنها الريحُ

إنَّ الزوابعَ مسكونةٌ بالنشيدِ

وإنَّ العواصفَ صوتُ الشهيدِ

وللزعترىِّ إنحسارُالحصارِ عن الماءِ

في شفتيهِ حصادُ الندَّى

وفي مقلتيهِ تبلورَ كلُّ المدى

ومنْ ساعديهِ تبعثرَ لونُ الرَّدى

ومن عطشي ساعدُ الريحِ يستلّ خِنجَرْ

ويكبرُ جُرحي فيمطرُ زعترْ

وتصدح أغنيّةُ الفتحِ ألشّعبُ أكبرْ

  ألشّعبُ أكبرْ

                   ألشّعبُ أكبرْ

(٣)

يُحاصرُني بالهويّةْ

وعندي اكتمالُ الجراحِ و منُي تشعُّ القضيّةْ

وفي الزعترِ اللونُ و الطّعْمُ

يجتمعُ الفقراءُ من الوطنِ العربيِّ على طرفِ المائدةُّ

يُحاصرُهم ألفُ ذئبٍ

وفي كلّ ذئبٍ أُلوفُ المشاعرِ نحوَ الضحيّةْ

ولكن ّكلّ الذئابِ هويّتُها واحدةْ

يُحاصرُني تاجرٌ كان يملك نصفَ المصانعِ حولي

و يومَ استباحَ زنودي وكفّيَ

أصبحَ يملكُ كلَّ المصانعْ

ولازلْتُ جائعْ

وحولي من الوطنِ العربىّ أُلوفٌ

أصابُعهمْ تصنعُ الفحمَ تبراً لتأكلَ لقمةْ

مُغمَّسةً بشظايا تُرسِّبُ في الدَّمِ نقمةْ

وحينَ سمعتُ الرياحَ تنادي

تقمّصْتُ قطرةَ عشقٍ لأرضي

فأصبحتُ غيمةْ

وللزعترِ الثلجُ

كلُّ الضياءِ تبلورَ أُغنيةً منْ خطرْ

وفي الزعترِ اكتملتْ دورةُ الكونِ

وارتسمتْ قصَّةُ الشعبِ فوقَ الشضايا

ومن كل لونٍ تنزُّ المشاعرُ مثلَ إنينِ الضّحايا

جميلٌ هو الزعترُ اليومَ

ينسابُ أغنيةً ، قيل إن المساءَ يُعانقُها

لايفارقُ ألحانَها

وهي تُحاولُ أن تتملّصَ نحوَ الصباحْ

مُحاصَرةٌ  بالهويّةْ وفيها اكتمال الجراحْ

ومنها تشعُ القضيّةْ

وتولدُ منها الرياحْ

وللزعترِ الأرزُ

لون المشاعرِ أحجيةٌ تتجمّعُ أطرافُها في القبورِِ

وفي القَبَضاتِ الشقيّةْ

يُحاصرُني تاجرٌ

يدَّعي الأرزَ لوناً له الآنَ…

إنَّ التجارةَ فَنٌّ

فيومَ تجمّعَ فقرُ العروبةِ تحتَ غُبارِ المصانعِ

كانَ يُحبُّ الأصابعْ

ولكنّهُ الآنَ أصبحَ يكسبُ من فوَّهاتِ المدافعْ

يبيعُ الطحينَ ، الرصاصَ ، الشموعَ ، البنادقْ

يبيعُ التوابيتَ ، ورْدَالأكاليلِ ، نفْطَ الحرائقْ

و يشتريَ المسروقاتْ

و يرسمُ بيروتَ خارطةً من فنادقْ

وعاصمةَ المومساتْ

وللزعتر الأرزُ والفقرُ والشمسُ غاضبةٌ و الحصارْ

ويكبرُ تلُّ الصمودِ و يعلو … و يعلو… جبَلْ

يُخلّدُ في الزعترِ المجدَ و الإنتصارْ

فقد وهبَ الأمةَ العربيةَ أحلى بطلْ

من الأرزِ أستلُّ للوعدِ خنجرْ

ويكبرُ جرحي فيمطرُ زعترْ

وتصدحُ أغنيةُ الفتحِ ألشعبُ أكبرْ

           ألشعبُ أكبرْ

                   ألشعبُ أكبرْ

(٤)

يـُحاصرُني بَرَدى

والنّدى في دمي واحةٌ هاجرَتْ في الخريفْ

قالتِ الشمسُ لي

أيّهذا النّسيجُ الخيوطُ تصادرُ كلَّ العلاقاتِ

تسرقُ لونَ الظلالِ القديمهْ

والماءُ في بردى يتردَّدُ بينَ دمشقَ وعكّا

أنتَ قالتْ الأرضُ لي

أنتَ ياواحةَ إلانتضارِ الطّويلْ

ينشرُ الخِِصبُ الوانهُ فوقَ خرطةِ الوطنِ العربيّ

له رِقّةُ الياسمينِ

وفيه شموخ النخيلْ

قالتِْ القدسُ لي

أيها العاشقُ المستَباحُ الدماءْ

إذا كنتَ قيساً..!!

فليلى يُحاصرها زعماءُ القبيلةِ سرآً وترفضُ أنْ

تُستباحْ

وليلى تعانقُ في الضفّتينِِ السلاحْ

وليلى تصبُّ الجدائلَ في نهرِ بيروتَ

تصنعُ جسراً لمن يحملون إلى الزعترِ الأبجديـــــّةْ

وليلى التي في دمشقَ الرهينةُ عطشى

و تعبرُ كل الحواجزِ كي ترضعَ الماءَ من ثغرِ صيدا

قالتْ البندقيةْ

تراقصني أيها العاشقُ

النهرُ ينسابُ بين شفاهي

وخصري تعانقهُ راحتاكْ

قالت الأبجديّةْ

عبرتُ إلى الزعترِ اليومَ سرّاً

عبرتُ الكمائنَ مخفيّةً في عيونِ المقاتلِ

ممزوجةً بالدّم المتناثرِ فوقَ الصخورِ

عبرتُ إلى الزعترِ اليوم سرّاً

تسللتُ بين صدى لكنات الحصارِ المضمَّخِ بالنفطِ

أفهمُ بعضَ العباراتِ

لكنها تتساقطُ بين الحروفِ الغريبةْ

قالتْ فلسطينْ

عبرتُ إلى الزعترِ اليومَ جهراً

وأعلنتُ أنّيَ غادرتُ كل العواصمِ

أنّي مُحاصَرةٌ في دمشقَ و بيروتَ

بالنفطِ … بالصمتِ…

إنّ الحصارَ يضيقُ… عبرتُ إلى الزعترِ اليومَ جهراً

كسرتُ حصاري فحاصرتُ كلَّ العواصمْ

قرأتُ فواتيرَ ذبحي

رأيتُ التواقيعَ و البصماتِ

وعينّةً من دمائي مُحلَّلةً بالأشّعةِ

تملآ بعضَ الأنابيبِ

ما السرُ ؟ ؟

يسألني مخبرٌ كلما تلّني للوريدْ

غرقتْ كفُّهُ  في النّشيدْ

فلسطينُ داري

فلسطينُ ناري

فلسطين ثاري إلى أن أعودْ

عبرتُ إلى الزعترِ اليومَ

كنتُ فلسطينَ عائدةً من حصارِ المنافي

كنتُ فلسطينَ عائدةً للوطنْ

لقد غمرَ الزعترُ اليومَ أرض العروبةِ

ذوَّبَ كلَّ الحدودْ

قالت الطفلةُ الباقيةْ

لم أعد أفهمُ الأمرَ

إن العدوَّ الذي إغتصبَ الأرضَ يغتالُنا

و الكتائبُ تغتالُنا

وكلُّ سماسرة النفطْ

ولكن لماذا دمشقْ !؟!

يُحاصرُني بَرَدى

يسبحُ الشعبُ فيهِ

فأعبرُ فوق َ الأكفِ التي ترسمُ الدربَ للمرحلهْ

يُحاصرُني النفطُ

أخلطهُ بالدَّمِ المتورّدِ في وجناتِ الصّغارِ

وأنسجُهُ قنبلةْ

يُحاصرُني الصمتُ

إنَّ انفجارَ الملايينِ مثلُ انفجارِ البراكينِ

كلُّ العواصمِ تهتزُّ

رائحةُ الزعترِ انتشرتْ في الحواس

والصمتُ ينهارُ … ينهارُ… ينهارُ

و الصوتُ يعلنُ عن لحضةِ المقصلةْ

تُحاصرُني ردَّةُ العصرِ…

مروانُ يحفرُ لابن الزبيرِ

وأسماءُ تعبرُ سيناءَ

والزادُ في العين

و الغارُ بيروتُ يحضنهُ العنكبوتْ

و ترسي النبوّةُ في شاطئ الأنبياءْ

تُحاصرُني ردَّةُ العصرِ بالأدعياءْ

ولكنَّ سيفي هو الشعب صامدْ

وللزعتريِّ ذراعٌ مكابدْ

و قبضةُ خالدْ

تردُّ الى بردى ردَّة العصرِ

إنَّ البخارَ يحاصرُ جَذْرَ الحصارِ

ويختزنُ النورَ من فُوَّهاتِ البنادقْ

ويقتلع الوهجَ من خَفقاتِ الصواعقْ

ويزرعُ في بؤبؤِ الليلِ وجهَ النهارْ

من الشامِ أستلُّ للوعدِ خِنْجرْ

ويكبرُ جرحي فيمطرُ زعترْ

وتصدحُ أغنيةُ الفتحِ ألشعبُ أكبرْ

 ألشعبُ أكبرْ

 ألشعبُ أكبرْ

 واللهُ أكبرْ



.
أعلى الصفحة

بحر يافا أزرق سماءُ يافا زرقاء

(١)

تنبأتُ قبلَ انفجارِ الصباحِِِِِِ

أنَّ المسافةَ بيني … و بينَ الرياحِِ الحزينةِ

أقربُ من يومِِِِِِ حزني

وأن الطريقَ الذي سلكتْه رياحي

طويلٌ … طويلٌ

تُجمَعُ فيه العواصفُ كلَّ القديمِ … وتبني

وأن الصخورَ التي سَدّت الشمسِ عنّي

ارتدت ثوبَ ماس

ومدّت يديها إلى الشمسِِ تختارُ من لونها ما أشاءْ

لأمتدَ تحت السماءْ

من البحرِ … للبحرِ … لوني

وأسمعُ رائحةَ الشمسِ تسألُ :

زرقاءُ … زرقاءُ

أين السماء اختفت في عيونكِ ؟

أينَ النجومُ استراحتْ ؟

وأينَ القمرْ ؟

و عينايَ لا تعرفانِ المسافةَ بينَ الرموشِ وبينَ الرتوشِ

تقولانِ دونَ انتضارِ المساحيقِ

إني أرى شجراً يتحركُ ياقومُ

يزحفُ نحوَ الموانئِ

فيهِ احمرارُ الخطَرْ

و أسمعُ صوتَ الإذاعاتِ يهطلُ

أنّا ملأنا السماءَ انتصاراً

و أنّا عبرنا حدود الخطرْ

وإنا بني يعرب ٍ

ذكْرنا … يهزّ الجبالَ

و يمحو البحَرْ

صراخٌ …

          صراخٌ …

                     صراخٌ …

و يعبرُ فينا الشّجرْ

(٢)

وينسابُ لوني كحزنِ الرّتابةْ

تجفُّ الموانئٌ حولي

فأُصبحُ غابةْ

وصوت الإذاعاتِ يُصبحُ مِِثلَ طنين الذبابةْ

ولوني يضيعُ

فـأتبعهُ لاهثاً

وأعانقهُ في السفوحِ التي ودَّعتْ حزنها

واكتسَتْ بالرياحِ

ويفتحُ عرقوبُ لبنانَ صدراً

يُغطّي من البحرِ … للبحرِ

يمتصُّ كلَّ الصراخْ

ويعجنه بالصخورِ النديَّةِ

يجدلُها كُتَلاً كالقنابلِ محشوَّةً بالأماني

أرى شجراً يتحركُ يا قومُ

إنَّ الفوارسَ تعرفُ صدقَ عيوني

أرى شجراً يتحركُ

أهلاً بكلّ المواسمِ

إن الجليلَ يُطلُّ على كفرِ شوبا

وإن السماءَ اكتست لونَ يافا … ولوني

وصيدا على البحر تلقي الشّباكَ

لتصطادَ رائحةَ البرتقالِ

وعرقوبُ لبنانَ يمسح رائحةَ الذُّلِّ

عن وطنٍ يتمخترُ بين المحيطِ وبين الخليج وبيني…

من البحرِ … للبحرِ … لوني

وأسمعُ رائحةَ الشمسِ تصرخُ

زرقاءُ … زرقاءُ …

يزحفُ خلفكِ ليلٌ بطيءٌ

ولكنَّ فيه غيومامُحمَّلةً بالشَّرر

وأسألُ ياليلُ أينَ اتجاهَكَ …

يهتفُ : لي غابةٌ حَلُمتْ أن تمدَّ الجذورَ إلى الأرضِ

مُكدسةٌ بالشجَرِْ

وليسَ لديها ثمرْ

فقلتُ وعينايَ تخترقانِ الحدودَ

أياليلُ :

إنك تسعى إلى غابةِ الدمِ لا غابةِ الريحِ

والفرقُ بينهما …

صاحَ :

إني عرفتُكِ

         زرقاءُ أنتِ

و حاصرني الليلُ

كنتُ أرى شجراً يتحرّكُ نحوي

وشمسي يُحاصرها شجرٌ مُتخَمٌ بجراحِ الظلامْ

وألمحُ رائحةَ الشمسِ تنبعُ من جذعِ زيتونةِ

هرَّبتْ نفسَها في الزّحامِ

قالتْ ليَ الشمسُ :

زرقاءُ …

لا تغرقي في حسابِ المسافاتِ

هذا الظلامُ انعكاسُ الضّياءِ

وعيناكِ ليس مُهِمّاً إذا رأتا …

إن سهماً يقولُ الحقيقةُ

أكثرُ من ألفِ عينٍ و عين ْ

وإن ابتسامةَ جرحِ المقاتلِ

أكبرُ من عالَمِ الإِنتضارْ

وأبكي …

وعينيَ لا تعرفُ الدمعَ

لكنّها تتفجّرُ في الليلِ وهجاً

وتنحرُ سيلَ القرابينِ تحتَ الشواهدِ

قد اينعَ الدربُ

كانت دموعي ثمرٌ

رموشُ الجنوبِ استفاقتْ على زمنِ القحطِ

يُصبحُ أغنيةً للمطرْ

ودائرةُ الشوقِ هدتْ مضيقَ الأماني

لتفتحَ بابَ اتساعِ الطموحِ

وأغنيةُ الفتحِ للمستحيلِ

تكسِّرُ كلَّ حدود الجموحِ

وتهتفُ :

يافا سماؤكِ زرقاءُ

يافا وبحُرك أزرقْ

وينتفضُ الخوفُ يغرَقْ

وعيني َفيها تذوبُ المسافاتُ

صارت ترى شجراً يتحرّكُ في الفيتنامِ

وصارت تَرى وجهَ أفريقيا

غابةٌ تتحرّكُ نحوَ الأماني

هذا التحرُّكُ يفصلُ بين التلولِ

وبينَ السَّبَلْ

وتمطرُ صوتاً يُحّرِكُ صمتَ السحابِ

أطوفُ على غيمةٍ أقسمت ْ أن تذوبَ

على صدرِ يافا

وتهطلُ … تهطلُ …

يافا … سماؤكِ زرقاءُ

يافا وبحُرك أزرقْ

وتهطلُ … تهطلُ …

أنتزعُ الخوفَ مني …

ويافا اختصارُ المسافاتِ

فيها تفحّمَ حقدُ الشجرْ

وأصبحَ فوقَ الأراجيلِ جمراً

يُصارعُ …

يعبرُ بين السرابِ

وبين السحابِ

يٌذوّبُ أجفانّهُ في الهواءِ

ليعبرَ صدري

وأنسى همومَ الحدودِ التي صنعتْها الليالي

فاعبرُ صدرَ البحرْ

أطوفُ على موجةٍ عرفتْ دربَ صورْ

وتعرفُ كيف تُهرِّبُ سرّاً حدود الوطنْ

وتعرفُ كيفَ تجوعُ لتطعمَ رفَّ النسورْ

وعرقوبُ لبنانَ تعرُفهُ حجراً … حجراً

قبلَ بدءِ العصورْ

أرى الليلَ يهطلُ حزناً

وفي الشمسِ رائحةُ الإنتحارْ

أرى الأرضَ تصغرْ

والبحرَ يَصغرْ

والنفطَ يكبرُ … يكبرُ …  يكبرُ

أبحثُ عن ايَ شيءٍ أراهُ

تضيعُ عيوني

الدخانُ يُحجِّرُ لونَ جفوني

وأغرقُ

يابحرَ يافا أغِثْني

وأغرقُ

أينَ السماءُ اختفتْ

إن خوفي إنتحارْ

وأغرقُ … أغرقُ

أينَ عيوني اختفَتْ

هنالكَ في بئرِ نفطٍ قديمٍ

يُطلّ على الساحلِ المستباحِ

وجدتُ عيوني

وأهلُ اليمامةِ حولي

يقولونَ إني انتحرتُ

وإنهمُ انتصروا

والعدوُّ اندحرْ

وعينايَ لاتعرفانِ المسافةَ بين الرموشِ وبين الرتوشِ

تقولان دون انتظارِ المساحيقِ

إني أرى شجراً تستظلونَ أقدامَهُ

وصراخُ الإذاعاتِ

إنا ملأنا السماءَ انتصاراً

وإنا عبرنا حدودَ الخطرْ

وإنا عبرنا … عبرنا … عبرنا

وتنكسرُ الأسطوانةُ …

إنا عبرنا الصراخََ … الصراخَ

ويمطرُ ذلاً علينا الشجَرْ

(٣)

شيوخُ اليمامةِ حولي يبيعونني بالمزاد

ودلالةُ الرّدَّةِ افتتحت سوقَها

يرفضُ الليلُ أن يشتري واحةً منْ عيونْ

فيسألُ أهلَ اليمامةِ أن يفقأوا مقلتي َّ

ليرفعَ كالنفطِ سعري

ويهتفُ شيخَُ اليمامةِ

ـ خذْها مُروَّضةً

إنَ في مقلتيها انتحارَ اللآلئ

إن شئتَ أحرقتَها

أو سكبتَ انتصاركَ فيها

وتذبُلُ خلفي اليمامةُ

إنَ مُسَيلمةً يتبادلُ نخبَ النبوّةِ

في نشوةِ الإتحادْ

وإن سُجاحَ تشاطرُهُ رقصةَ الحربِ

هذا رداءُ النبوَّةِ قد عَلّقاهُ

وغابا … عرايا معاً في الرَّحيلِ إلى القدسِ

والشعبُ ينتظرُ الغيمَ

إني أرى شجراً يتحرَّكُ

إنَ مُسَيلمةً غارقٌ في سُجاحْ

ويُنشِدُ للإنفتاحْ

ويقتربُ الشجَرْ

الشعبُ ينتظرُ الغيمَ

جيشُ مُسَيلمةٍ يتذكّرُ أن الحدودَ اختفَتْ

منذُ يومِ السقيفَةِ

والآن بين المصانعِ تولدُ بعضُ الحدود

وينتفضُ الشجرُ الآنَ …

تهوي الغُصونُ

أرى حُزَماً من حِرابِ التّوهُّجِ

تلمعُ في صدرِ وجهي

وأنظرُ للخلفِ

إن حرابَ شيوخِ اليمامةِ

تلمعُ مثلَ حرابِ العدوِّ اللدودْ

وأغمضُ عينَيَّ

أهربُ من منظرٍ تتضامنُ فيه ِالسّواعدُ

باسمِ العروبةِ

ضدَّ العروبةِ

إنَ دمي قد تناثرَ فوقَ فلسطينَ

والآنَ تعبرُ في جسدي حُزَمٌ من حرابِ التوهُّجِ

هذا دمي يتناثرُ فوقََ المحيطِ

وفوقَ الخليجِ

من البحرِ … للبحرِ

أفتحُ عينّيَّ

تغزوهما حربتان

أرى شجراً يتكاثرُ حولي

أرى غابةَ الشمسِ تحملُني فوقَ أغصانها وتطيرُ

المسافةُ تحتَ عيوني تضيقُ

وينفجرُ الصبحُ قبلَ الأوانِ

الحرابُ التي اخترقتْ جسدي

زرعتني عيوناً

أرى كلَّ شيءٍ …

من البحرِ … للبحرِ

إنَ الخليجَ على إصبعي نقطةٌ

والمحيطَ على راحتي قبلةٌ

والمسافاتُ تعبرُ بينَ رموشي

وخالدٌ يستلّ من أضلُعي سيفَهُ

يتحرّكُ باسمِ الملايينِ

إن الملوكَ إذا دخلوا قريةً أفسدوها

وإن العساكرَ حينَ تصيرُ ملوكا

يزيدُ فسادُ الملوكْ

وإن الإذاعاتِ حين تصيح :

ـ انتصرْنا …

نقولُ انتصرتم علينا

فهيا اذهبوا للتواقيعِ

إن العدوَّ الذي منكُمُ ربحَ الإحتلالْ

يُعِدّ لمعركةِ الإنحلالْ

ولكنني خالعٌ أُصبعي من يدي

لا أوقّع

إن الجماهيرَ أميةٌ في حروفِ الخيانةِ

إن الجماهيرَ تبصمُ

أينَ المِدادْ

من البحرِ … للبحرِ … لوني

وأبصمُ مثلَ الجماهير فجرَ الإرادةِ

فوقَ الزّنادْ



.
أعلى الصفحة

تراكيب شعرية 

على شرف البندقيّة

في السنةِ المجبولةِ بالطينِ تداخلت الأشهرُ في الساعاتِ

وكانت نافذةُ الشّياحِ تُطلُّ على موسوعةِ شعرٍ عربيٍّ

من نوعٍ يتعانقُ فيهِ الوزنُ مع القافيةِ معَ القنبلةِ

و يركضُ خلفَ الشبل المتمترسِ بالشمسِ يُردّدُ :

من وحي أُغنيتي

وهمسِ جراحي

لبنانُ نادى

فامتشقتُ سلاحي

سُحُبٌ تُحاولُ أن تُجرِّحَ وجهَهُ

بالحقدِ

لولا أن بعثتُ رياحي

وغرستُ زيتونَ المحبّةِ

في الذّرى

وسكبتُ زيتَ الخلدِ

في الأرواحِ

وجعلتُ عقمَ الأرز خصباً

فاحصدوا … ثمرَ الفدا

من أرزةِ الشيّاحِ

والوطنُ يُحاولُ أن يتعلّقَ بالفرحةِ . لا الأرضُ تمدُّ

يديها ، لا الشمسُ تُحاولُوالكذبةُ تنمو في الحقلِ

فتونعُ ، إن حصادَ القريةِ و حصادَ الريحِ صراخٌ

يسألُ : من أنتْ ؟

وكانت باروكةُ شعرٍ أشقرُ تمطرُ حقداً، تبحثُ عن صمغٍ

تتعلّق فيه فتسقطُ في الوحلِ . وكان المطرُ يشاهدُ

لقيا الزيفِ مع اللهِ فيهطل :

سعى الى الله يرقى في غلالتِهِ

مقّنعَ الوجهِ

يكسو الرأسَ بالشهبِ

فقيلَ من أنتَ ؟

قالَ : الأرزُ أُغنيتي

والشمسُ من حَسَبي

والبرُ من نَسَبي

تأوّه الله في غيظٍ وقالَ لهُ

إن كنتَ لبنانَ

أظهرْ وجهكَ العربي

والوطنُ يحاولُ أن يتعرَّف في الزحمةِ عن لون المرآةِ

فتأكلُهُ العتمةُ ، يبحثُ عن نافذةٍ للغربِ ، عن

بابٍ للشرق . ووجهُ العملةِ حينَ تكونُ مزيفةٌ

يدفعُها للسطوِ على أموالِ الشعبِ . وحينَ تصيرُ

الأرضُ بلا وطنٍ ترحلُ عن خارطةِ النومِ فتسكنُ

حالةَ عشقٍ شعبيٍّ ينتش سديماً يسحقُ خارطةَ المنفى .

والوطنُ يظلُ يُحاولُ أن يتمطّى كالليلِ فتلمحُهُ كشّفاتُ

الأسطولِ السادسِ ، تجعلُهُ يتمطّى بالقتلِ

فيعطيهِ المسلخُ تأشيرةَ سفرٍ لكرنتينا بيروتَ

وتنسكبُ الأقداحُ على أهرامِ جماجمَ لم تُولدْ بعدْ

ونافذةُ الشاهِ تُطلُّ على بيروتَ ، وفي المسلخِ وجهُ الشمسِ

يطلّ ولا يغربُ أبداً، فهي هنالكَ و الفقراءُ

رغيفٌ يبحثُ عن بيروتَ ، وتهربُ كلُّ قصورِ

القنطاري كاللمحةِ من وهجِ الوطنيةِ ، لا يصمدُ

في الوطنِ … ولا يعشقُ هذا الوطنَ سوى الفقراءِ

لأن   الفقرَ جريءْ

وصلنا السحبَ ولامسنا المطرَ البكرَ وما بلَّلنا غيرُ لهاثِ

الريح . وتواصلتْ النافذةُ تُطلُّ على بيروتَ ،

ولونَ المطرِ العابسِ  يهطلُ … يهطلُ … ما

أجملَهُ خلفَ زجاجِ القصرِ ، تلوّن بالدم …

بالعرقِ بكل طوائفِ لبنانَ ، يُمّزقُ كلَّ هويّاتِ

الفقراءِ ، جميلٌ  خلفَ زجاجِ القصرِ وفوقَ

رؤوسِ الفقراءِ قبيحْ

لاتشطبْ دينكَ … اسمَكَ صارَ على كلّ الأسوارِ

صليباً … وهويتُكَ ، القنبلةُ الموقوتةُ في جيبكَ

يالبنانُ … يهوذا في جيبكَ صارَ وأنتَ مسيحْ .

من أينَ أعبرُ أيها الوطنُ الجريح ؟

الجسرُ كانَ

ولا يصحُّ سوى الصحيحْ

من كل داليةِ لنا أُنشودةٌ

ولكلّ طائفةٍ زعيمٌ مستريحْ

وعبوري كان إلى سنةِ القحطِ بدونِ جوازِ سفرْ

وخرافيّ كان الوهمُ البحرُ في الذات ولبنانُ حروفٌ

تتساقطُ

ل

   ب

      ن

          ا

             ن

تغوصُ على أطرافِ القصفِ فترتدُّ من الخوفِ تراكيبُ

الأحرفِ تسقطُ

لب

نان

ال (لبُّ) هو العقلُ

ال (نان) هو الفارسُ بين الشطآن

وتسقط رائحةُ الذبحِ على شفراتِ الاقنعةِ فترتجّ

الأحرفُ

لن

ابن … لبنان

ل ا

نبن … لبنان

المفردُ … والجمعُ معَ الأغنيةِ

الصاخبةِ الموتْ

أيُّ دمٍ يتحرّكُ ، هذا القاتلُ والمقتولُ السارقُ

والمسروقُ … عرفنا الغزوَ … عرفنا كيفَ البلّور

يُزيّن لونَ الجوعْ .عرفنا كيفَ البسمةُ خلفَ الشرفةِ

تولدُ من بينِ الأنقاضِ وتأكلُ في بيروتَ دموعْ.

كانوا في غَمَراتِ الحلم يُغطونَ الجرحَ بقبلةِ عشقٍ

حرّى . صارت سيناء تُحاول أن تتمددَ كي تتحَّرَ

فاحتَلّتْ مصرآً . صارت مصرُ تُحاول أن تتحرّرَ

فاحتَلّتْ لبنانْ . أيُّ مكانٍ يتّسعُ لكي يولدَ فيهِ

الأنسانْ

سيناء تُمزّقُ خارطةَ الجولان ِ . ويبدأ زحفُ الإسفينِ

ويمخرُ في اليمّ سفينُ الحلمِ القادمِ من أعماقِ

الدجل القدسيّ

“سيُعطيكَ الربُّ إلهك

كلَّ مكانٍ لامسَ قدمكْ

في البرية او لبنانْ

من النهر … إلى البحر الغربيّ

يكون التُّخمْ”

ويلتجئُ المحتلُّ إلى التاريخِ ، ويحتلُّ اللاجئُ جغرافيةَ

الخوفِِ فيمعنُ في الزحفِ ، وترتدُّ الألوانُ

طوائفَ . من يعبر خارطةَ الشرقِ الى الغربِ بدون

جواز سفر؟! . من يصبغُ لونَ الدمِ بالدينِ

فيجعلُ بين الرَّبِّ وبين القلبِ وريداً يلغي كلَّ

قضاءٍ و قدرْ؟

يزحف من عجلٍ وخوارٍ لونُ إلهٍٍ أُسطوريٍّ يحملُ سبعَ

خناجرَ ، بالشحمِ النفطيّ مُرصّعةً ، وبحقد التاريخِ

الزائفِ ، تمتدُّ إلى بردى . ترسمُ ظل الخدعةِِ .

تعبرُ لبنانَ . وبين الردّةِ والوعي ضميرٌ مستترٌ

يعرفُ أن جماهيرَ الوطنِ العربيّ هي النورُ وأن

طريقَ فلسطينَ طريقُ الوحدةِ . يعرفُ أن البارودةَ

تحمي الأرزةَ والكرمةَ … يعرفُ أن البارودةَ

تحمي بردى .

عبثاً تحاول إن تزورَ مسامعي

بردى ،

بأنغامِ السلامِ الخادعِ

فأنا عرفتُ مع السلاحِ كرامتي

وغرقتُ يومَ فقدتُهُ

في أدمعي

إن البنادقَ حين تُخزَنُ

تنحني

وتموتُ في بحرِ الخضوعِ الراكعِ

يأبا المقاتلُ أن يغادرَ كفَّهُ

دفءُ السلاحِ

وأرضُهُ لم ترجعِ

أقسمتُ …

إن تركتْ يدي بارودتي

طوعاً

بلا نصرٍ

قطعتُ أصابعي

كلُّ خناجرِ تاريخِ الزيفِ تُحاول أن تلمسَ روحي …

عبثاً تلهثُ … أبحثُ عن وعيٍ مدفونٍ في عمقِ

الوطن المحتلّ يغني يومَ الأرضِ فتنتصبُ الريحُ

غيوماً تهطلُ فرحاً … للأرضِ غبارٌ يتطايرُ يعرفُ

كيفَ يسدُّ نقاطَ الضعفِ ليمنعَ طوفانَ التاريخِ

الزائفْ .

لأني عرفتُ السرّ

فجرتُ من أمسي

شموعاً

تضيءُ السودَ من أحرفِ الدرسِ

تراجعتُ لما صُنْتُ حدَّ نصيحتي

وراقبتُ في صمتٍ

وسهمي على قوسي

فما الردعُ لي

إني ردعتُ منيَّتي

ولا الرمسُ لي

إني سموتُ على الشمسِ

فلو أنكم ياأهلُ جئتم

لتجعلوا … عروبةَ لبنانَ

الطريقَ الى القدسِ

لكانَ دمي جسرَ العبورِ

وكنتمُ … كرامةَ أيامي

وتاجاً على رأسي

ولأنَّ لساني كانَ جريدة عصرٍ طالبت الأوسمةُ الزائفةُ

السترَ / وطالبت الأذانُ القطعْ .

ولأنَّ حروفي تسطعُ كالجرحِ صهرتُ رصاصَ مطابعِ بيروتَ

لتزرعَ في جعبِ سلاحِ الشعبْ …

ولأنَّ سلاحي ولساني كانا حالةَ عشقٍ كانَ الخصبْ :

أيها القادمونَ باسم السلامِ

عبثاً تكسرونها أقلامي

إن حربي … حربُ الجماهيرِ

فيها … كلُّ حرفٍ رصاصةٌ

وسلامي … هو سلمُ الجماهيرِ

حتى … لا يعودُ الحامي

بسيفِ الحرامي

عندما تذبحُ الحروفُ الأماني

وتحيا حروفُ الاستسلامِ

تصبحُ الكلمةُ الشريفةُ …

بحراً … من ضياءٍ

وغابةً من كلامِ

وكان النهرانِ إذا التقيا فوقَ الدامور تشامخَ لونُ الزعترِ

في البحرِ . وفي بعضِ أحاديثِ الصيادين سمعتُ

حكايةَ حوتٍ لا يبتلعُ النيرانَ ويغرقُ في شبرٍ .

وتذكرتُ البحريَّ وقد عادَ لبغدادَ بألفِ حكايةٍ

زيفٍ وبحلفٍ مع إيرانْ . تذكرتُ إبا الهول وقد

شاركَ في رحلةِ صيدٍ للقمرِ الثامنِ في مركبةِ

أبولو التاسع ، حين إنصهرَ … تذكرَ سيناء ،

فطالبَ أن يعبرها قالوا … للشمسِ طريقٌ أقربُ

من سيناءَ ، فطارَ الى الشمسِ وذابْ .

قالَ الراوي :

حين تجمّعَ أهلُ الكهفِ لذبحِ الأرضِ تمردَ (قطمير)(*)

وغابْ . وتقلصت القشرةُ فتفجرَ في كهفِ الخلوةِ

نفقٌ ينبشُ عن جذرٍ تاريخيّ ، لكن شعاعََ الشمس

الغارقِ في أكواخِ الصيادينَ تمازج مع الحانِ

الفقراءْ .

أرضُ العروبةِ كلُّها وطني

فيها عناقُ الروحِ للبدنِ

سيلُ الحضارةِ من مفاصلها

لما تجمّعَ فاضَ كالمزنِ

يا من يحنُّ لبعضِ نافذةٍ

منها يُشاهدُ ذروةَ الزمنِ

اسمعْ صدى التاريخِ رِدّدْها

للشمسِ نافذةٌ على وطني

لكنّ غيومَ النفطِ تُحاول أن تحجبَني عن شمس الحريةِ

باسم التجّارْ . وصُهَيْبُ الروميُّ يُحاولُ أن يرشدَني

أينَ عليٌّ وأبو ذرٍ يلتحفانِ الأرضَ ويحتضنانِ

القرآنْ . ومحمدُ وعليٌّ وأبو ذرٍ والثورةُ …

والفقراءُ بساطٌ جلسَ التاريخُ عليه . وكانَ ابو سفيانَ

يُنقّبُ في الصحراءِ عن النفطِ ويبتزُّ التجارَ ويفرضَ

خوَّتهُ في الشامِ وبغدادَ ويمتصُّ النيلَ لتعطشَ

مصرُ فيركعُ عمرو بن العاصِ على أعتابِ معاوية .

يا زمنَ القحطِ سنهرسُ كالسفاح العباسيّ عظامَ

النفطِ لنعبرَ جسرَ العودةْ .

(صوت)

عبرنا ذرى التاريخِ دهراً بفكرنا

ونعبر أوكارَالدعارةِ بالنفطِ

هذا عصرُ الفقراءِ ، سنعبرُ

نحن الطائفةُ الكبرى فوقَ بساطِ الجوعِ . سنمخرُ في

بحرِ دموعِ الفقراءِ فأُسطولُ الثورةِ يمخرُ والربانُ

الشعبْ …

وسنكشفُ جاسوسَ العصرِ المتسترِ خلفَ الدينِ ليثبتَ

أن الصهيونيةَ أهلُ كتابٍ . والوطنيةَ إلحادٌ والثورةُ

كفرٌ بالربّ .

كم هي خاويةٌ تلكَ التيجانُ الصدئةُ تحلمُ أن يتبدّلَ

رأسُ السلطانِ بعرنوس ذرةْ .وشتاتُ ولاةِ

العصرِ كجوعِ رعاياهم . وبطانةُ أهلِ الشورى

تعرفُ كلَّ خبايا الأوكارِ وتنبعُ منها رائحةُ الجمرِ

المتغطرسِ واللهبِ المحشوِّ بألوانِ الطيش .

كم من فئةٍ سيئةٍ غلبتْ فئةً طيبةً ! هل يرضى الله؟…

ويبتسمُ الشيطانُ . ولكنَّ عناقَ الطيبةِ والسوءِ

يُنَصِّبُ إبليسَ رئيساً في الجنةِ . مَنْ يضمنُ ساعتَها

أن لايتحوّلَ مجرى بردى والنيلِ الى النارِ ؟

مَنْ يعرفُ أيَّ الألوانِ سيمتصُّ الحجرَ الأسودَ .

كلُّ زمانٍ يُصبحُ ساعةَ خمرٍ والأمرُ الآنَ … الآنَ

وليسَ غداً . من يقرعُ أجراسَ العودةْ ؟! . من

يصنعُ آذاناً وعيوناً للمصطفّينَ طوابيرَ على بابِ

السلطانِ الغارقِ في بحرِ امرأةٍ لا يعرفُ أينَ

شواطئها .

(صوت)

كأنّي بهم زعماءِ العروبةِ

فحماً تكوّم في مدفأةْ

طموحاتُهمْ

كالزوابعِ … تصعدُ

لا تتجاوزُ خصرَ امرأةٍ .

الأرضُ … الأرضُ … الأرضْ

يشعُّ النورُ … تثائبَ بينَ خطوطِ الطولِ وبينَ خطوطِ

العرْضْ . وأنا ماسورةُ نفطٍ عربيٍّ تعبرُ في جسدِ

الجوعانِ … الجنديِّ  … الفلاحِ … المتشحِ

بحبِّ الأرضِ لتدخلَ في كلِّ مجاري المدنِ الممهورةِ

بتواقيعِ الشمعِ الأصفرِ ، والتوراةُ معلَّقةٌ وكانَ

التاريخَ توقّفَ منذُ انشقّ البحرُ الأحمرُ ، هيهاتَ

لفرعونَ طريقٌ لفلسطينَ فسيناءُ امتلأتْ بالخبراءِ .

ويبتسمُ الظاهرُ … كانت لحيتّه تَرسم بعضَ ظلال

السلطانِ وتحملُ شرفَ الأرضِ وكانت سيناءُ

مُرَصَّعةً بالشرفِ . وكان الساسةُ في عصرِ مماليك

الظلمِ إذا الخطبُ طمى ، سألوا ماذا نفعلُ . والساسةُ

في الوطن العربيِّ اليوم َ وقد غاصوا في الوحلِ إلى

الأعناقِ وتاهوا لايجدون الحلَّ سوى في الخلوةِ . إن

سياسةَ هذا العصرِ كالاستمناءِ تجمعَ كلّ الأطرافِ

فيلتحمُ ذراعٌ بشراعٍ ونخاعٌ بخنادقَ وبنادقَ يكبرُ

جسدَ الشبقِ على الحائطِ يكبرُ لونُ النصرِ وتجتمع

عصورُ التاريخ فتنتفخُ الكرةُ الأرضيةُ ، تأخذُ شكل

غزالٍ وثنىٍّ يركضُ كالأسطورةِ يركضُ يركضُ

كالبركانِ فتنسكبُ الخدعةُ

كالطوفانْ

تلمّسَ بينَ الفجرِ والنحرِ حجّةً

وكلُّ دروبِ العاشقينَ عذابُ

وللنهرِ في الصحراءِ دربٌ

وللندى … دموعٌ

وللذكرى هناكَ غيابُ

” تدورُ علينا الراحُ في عسجديةٍ “

تصاويرُها كالشمسِ حين تُذابُ

ونشربُ حتى يعصرَ الكأسُ نفسهَ

فتصبحُ ساعاتُ الأيابِ سرابُ

غاباتٌ من وطنٍ مهروسٍ بالغزوِ . وللنفطِ سلاحٌ في

أعناقِ الفقراءِ ، تباهى يا شجرَ الصفصافِ ، تباهى

فالمطرُ يعانقُ وجهَ الأرضْ .

 إني إرى شجرَ الصفصافِ

مرتفعاًإلى العلوِّ

ولكن لا أرى ثمراً “

ومن الفقراءِ الثمرُ . ومنهمْ حُرّاسُ الوطنِ . يقول

الربُّ إذا اقتربَ العبدُ من الأرضِ اقتربَ العبدُ من

الربْ .

” ولا تمشي في الأرضِ مرحاً

إنك لن تخرقَ الأرضَ

ولن تبلغَ الجبالَ طولاً “

ومن الفقراءِ الأملُ ففي عصرِ النفطِ تُصبحُ مائدةُ

الصحراءِ على صدرِ البحرِ . وللعطشِ السيفُ يقطّعُ

أطرافَ الملحِ ليشربَ نخبَ الأسعارِ … تصادرُ حلمَ

الفقراءِ فيرتسمُ الحلُّ جديداً في الصحراء .

أوصيك ياجملَ المحاملْ

أن لاتبدّلَ بالوعودِ

بنادقَ الشرفِ المقاتلْ

أن لا يُخدِّرَكَ البصيصُ

بأنَّ نورَ الشمسِ زائلْ

قاتلتَ …

فانتصرتْ يداك

ومن يُقاتلُ … لا يُجاملْ

كفُّ المقاتلِ

لاتُفرّطُ بالسلاحِ

ولا تبادلْ

إنّ التراجُعَ عن أماني الشعبِ

خذلانٌ وباطلْ

من لم يصنْ بسلاحِهِ

ودمائِهِ

جُرحَ الأناملْ

أوصيك ياجملَ المحاملْ

قدرُ الرجالِ

يُطلُّ من صوتِ السلاحِ

ومن ترانيمِ القنابل ْ

فاحضنْ سلاحَكَ

يقتضي … شرفُ البنادقِ

أن نقاتلْ .

سنظلّ نقاتلُ حتى آخرَ لونٍ للغزوِ . سنردُّ إلى الأرضِ

عطاياها ونُعيدُ إلى التاريخِ الوجهَ . فحينَ يدوسُ

اللونُ العربيُّ الأرضَ تذوبُ الألوانُ الأخرى .

ونقاتلُ حتى الليمونْ … ونقاتلُ حتى الزيتونْ ،

وسنشنقُ جاسوسَ العصرِ المتستّرِ خلفَ الدينِ

ليثبتَ أن الصهيونيةَ أهلُ كتابٍ …

والوطنيةَ إلحادٌ ….

والثورةَ كفرٌ بالربْ …

فليس لكم يافقراءَ النفطِ

سوى حربِ الشعبْ

—-

 * كلب أهل الكهف



.
أعلى الصفحة