أنا العراق لا أخشى من البلل <<
سبحان الذي خلقا<<
القدس تفتح صدرها للمعركة <<
عطر الكرامة<<
نشيد الذاكرة<<
عش النسور<<
حوريّة<<
ونصنعُ نحن المطر<<
مواسم الحصاد<<
إنا فتحنا<<
الخير والفرج<<
يا أرضنا<<
إرادة<<
نشيد الاستقلال<<
وردة الكبرياء<<
غضب <<
ذاكرة<<
صواعق اوجلان<<
للقدس..لنعران<<
نوايا<<
مستقبل<<
صمود وصعود<<
غربان الشر<<
هنا القدس<<
الناصرة<<
عدلي فخري<<
لولاك يا فتح<<
بذور للذاكرة<<
شوكة أخرى وتكفي<<
تقول لي الأرض<<
قصائد<<
القدس في العيون<<
انهيار الظلام<<
أنا العراق
فلا أخشى من البلل
يا واقفاً في انتظارِ الحادثِ الجـــلل
والعامريةُ أرواحٌ بلا طلل
فيكَ الشموخُ يحيكُ المجدَ أغنية
ويعصرُ الخوفَ في كأسٍ من الأملِ
تَعلقتْ بكَ آمالُ الشعوبِ وقـد
رأوا ملامِحهمْ في وَقفةِ البطلِ
والراكعــــونَ من الحكامِ تَجمعهمْ
حلاوةُ الروحِ في جُحرٍ معَ الهَملِ
يرجــونَ منك ركوعـاً كــي تُشاركهم
حلاوةَ الذُلِ والأشواكِ في المُقلِ
عُيونُهم نحو بيتِ اسودٍ جَحظت
حيثُ المخَازي تُغطي عورةَ السَّفلِ
والقدسُ ترنو الى بغدادَ ما ذَرفتْ
دمعاً ولا خَشيتْ يوماً من الوَجلِ
تَعّودتَ أن تَــرى المــيزانَ مُنقلباً
وأن تَرى الشَّر يطوي صفَحةَ الرُّسلِ
وأدركتْ أن ربَ الكونِ بارَكها
لكي تظلَ رباطَ الوعدِ بالازلِ
وايقنتَ ان نصرَ الله وعدُ رؤى
وأن للفتحِ حراساً على الجَبلِ
وصوتُ بغدادَ والدُنيا تُرددهُ
أنا العراقُ فلا أخشى من البللِ
سُبحانَ الذي خَلقَا
لا يَلتَفِت لصفاءِ الماءِ
مَنْ غَرقا
ولايُبالي الذي في رمَسهِ احْتَرقا
وتَحملُ الأرضَ سرَّ الكونِ
معلنةً .. أنَ الترابَ
اذا لم يثأرِ اخْتنَقا
الأرضُ تحكي
لها نصلٌ يفورُ دماً
ويرسمُ الأفقَ في شُطآنها حَبقا
وللمشاوير أنغامٌ يُرددّها
همسُ الصُّخور
ورعدُ الماءِ
يَجمعُها ورداً على القدسِ
يُعطي شَمسها ألقا
الأرضُ تحكي
لها كفٌ يُوحِدُها
وتستعيذُ مِنَ الشيطانِ
يملؤها شوكاً
ويحفرُ في أجفانِها نَفقا
ويحرثُ الصّدر ملتفاً على وَجعٍ
في القلبِ يبذرُ أوهاماً
أظافرها تسعى
لِتعصرُ في أحقادِها العُنقا
وينفثُ الرأسُ في هامِ الِجبالِ
لظى منَ الشموخِ..
ويطوى صمتهُ الأرقَا
تظلُ للأرضِ أبوابٌ
مشرعةٌ للناسِ
تبذرُ فيها الحبَّ والعَرقا
وتحصدُ الوجدَ
لاتكفي المواسمُ
أن تحصى الدّماء بلا خصبٍ يُخلدها
ولايكونُ دماءً ما بدا شفقا
وديرُ ياسينَ لا تبكي
فمن دَمها
وهجُ الضمائرِ رغم العتَمةِ انْطلقا
وقسطلُ المجدِ في الفردانِ صرَختُهُ
تصبُّ نيسانَ ناراً
لارماد لها
وللحجارةِ كفٌ قدر ما .. نَطقا
أبو الجهادِ تسامتْ روحهُ..
رَسمتْ .. حدَ الإرادةِ والإصرارِ
ما تعبتْ يوماً.. وتبقى
فسبحانَ الذي خلقا
القُدسَ تفتح صدرها للمعركة
أضحى التَّهالكُ في المَسيرةِ تَهلُكةْ
والقدسُ تفتحُ صَدرَها للمَعركَةْ
شَمخَتْ مآذِنها وصَخْرتُها تُحِّطمُ
ما تَبقّي مِن رُموزِ البَرمكَةْ
يَتهافَتون على النَّتانة يَرْسِمونَ
لَها خَرائِطَ بالنَّذالَةِ مُحبكَةْ
والفُرسُ في حَقْل الرَّشيدِ عُيونُهمْ
وَسُيوفُهم تَحمي النفوسَ المُشْرِكَةْ
قَد كانَ بعضُهمُ يُبشِّر أَنهُ
كُلٌّ يُغيِّرُ في المَسيرةِ مَسلكَهْ
يَبنونَ للغَزو الجُسورَ … قُصورُهُمْ
تَعلو على جُثَثِ الضَّحايا المُهلَكَةْ
لكِّنَهُ الوعدُ الذَي ما صانَهُ
غَيرُ الشَّبابِ ولا يُغَيِّر مَدرَكَهْ
لا يُفلِحُ السِّمسارُ أن يَطَأ الثَّرى
مِن غَير أَن يَثِبَ الترابُ ويُمسِكَهْ
يا قدسُ فيكِ الآنَ يكبُرُ غَزوُهُمْ
قَدرٌ علَينا أن نَخوضَ المعْركَةْ
لم يبقَ سرٌّ خافياً .. كُلَّ الامورِ
عَلى جبينِ القُدسِ صارتْ مُدرَكَةْ
والفتحُ فاتحةُ البَشائِرِ لم تَهنْ
يَوماً ولا خَضعتْ لِعَصْرِ الفَبرَكَةْ
فيها الأصالةُ والوَفاءُ .. وَعَهْدُها
للأكْرَمين بأنَ تَدوسَ البَرمَكَةْ
عطر الكرامة
على حفنةٍ منْ ترابِ المخيمِ
أرســـــمُ خارطةَ العائِدينْ
وأنثُرها في السماءِ غيوماً
تُفجّرُ ما يَنبغي مــن حنينْ
ومِنْ مطرِ اللوزِ أرسمُ ذكرى
تَــــدومُ الى أبــدِ الآبـــدينْ
ليافا مكانٌ .. وحَيفا زمانٌ
وبيســــانُ بوابةُ الياســمينْ
وقريتُنا ســـاحةَ العُنفوان
تهــلّلُ للبــرتقــالِ الحَزينْ
سفينةُ عودتِنا .. والشِراعُ
المخيمُ .. تعرف دربَ اليقينْ
وتعرفُ ان الســـــلامَ كـلامٌ
اذا لم يُرسِّخهُ حقٌ مبينْ
ومن يَحلمون بسِلمِ الطُّغاةِ
فَشمسُ الارادةِ لا تَستكينْ
وعِطرُ الكَرامةِ يهطلُ شهداً
يُرطّـــبُ افئدةَ اللاجئينْ
ويرسم مستقبلاً بالضياءِ
تلوحُ به الارضُ فوقَ الجَبينْ
وتَحرقُ اسفارَ ســُمِّ الخُرافةِ
منها يَفوحُ ردى الحَاقدينْ
فلســـطينُ كانتْ وتَبقى لنا
وتَبقى الكَرامةُ للأكرمينْ
نَشيدُ الذاكِرةْ
يا مَوطِني
يا مقـــْبضَ السكينِ في كَفي
وَنصْلَ الذاكرةْ
للرملِ الفُ حكايةٍ
والموجُ بَحرُ قصائدٍ
والنهرُ يَحملهُ المسيحُ مع الصليبِ
الى حُدودِ الناصرةْ
والقدسُ فوقَ صُخورِها الزَيتونُ
يَبعثُ نَورَهُ متألقاً
مِنْ مَهبطِ الاسراءِ والمعراجِ
والاقصى الشريفِ
إلى السَماءِ الآخرةْ
والسجنُ في عكا .. على جدرانهِ صُورَ البُراقِ
تَهزُ اجنحةَ الصُقورِ الكاسرةْ
وَملامحُ القَسامِ تَسكنُ في ضميرِ الناسِ
من حيفا تُطل عَلى المَدى
كالابتسامةِ ساحرةْ
ورمالُ يافا لا تَملُ عن الحديثِ
دُموعُها يَبستْ
ورَغمَ جِراحِ نَكبَتِها تَظَلُ مُكابرهْ
ولعسقلانَ وميضُ برقٍ لاحَ في حطينَ
يَومَ النَصرِ
فاهَتَزتْ سماءُ القاهرةْ
ألوانُ ثوبَ النَصر من رَفحٍ الى قُزحٍ
ومن رأسِ البلادَ تَهزُ أشرعةَ القَوافلِ
كُلها عَبرتْ ولم يَصمِدْ سوايْ
انا الفتَى العربيُّ في كنعانَ حاضرتي
ورُوحي في الحضارةِ حاضرةْ
لي كُلُ ما حَملَ الترابُ من الوَصايا والهَدايا
لي كلُ ما حمل العَذابُ من الخَطايا
لي كل اسماءُ الذينَ عُيونهم تَرنو إليَّ
معَ النُجومِ الساهرةْ
يَئِسَ الغُزاةُ من اقتحامِ ارادةِ الشُهداءِ
فاقتحموا ضَميرَ الاشعريِّ ليشطبوا مع خلع
خَاتمهِ نشيدِ الذاكرةْ
شَيْلوكَ يَحلمُ ان يُثَبِتَ بالخرافةِ وَهْمَهُ
فَتذوبُ كفي حينَ يُصبِحُ غِمدهُ في الخاصِرةْ
عبثاً يحاولُ
لم تَغِبْ صِفينَ عن ذِهني
ولا سَطَعتْ على وَطني شُموسُ قَياصرهْ
باقٍ انا .. بالفتحِ أفتحُ كل ابواب السماءِ
وكلُ اشرعةِ الضياءْ
فَكُلُ شبرٍ من ترابِكَ موطني
هو نَبضةٌ في القَلبِ نُقسِمُ ان تَظلَ
مع الارادةِ … صابرةْ
عش النسور
الارضُ تَحكي وفي أَنفاسِها سَندُ
وللِكرامةِ إِشراقٌ بمن صَمدوا
وللنَّدى في جَليل المَجدِ أُغنيةٌ
للارضِ غَرَّدها في مَهدِه الولدُ
وللافاعي فحيحٌ يستكينُ له
رفُ العَصافيرِ يَسترخي.. ويَرتعدُ
والنِّسر يسحقُ أفعى الغَدرِ تَحسبهُ
وقد تألقَ مَجداً عمرهُ الأبدُ
عشُ النسورِ على شمسِ الجليلِ طغى
يَجتاحُ والنورُ في اعماقهِ مددُ
لا تسألوني فأُمُ الفحمِ شامخةٌ
والنارُ صاخبةٌ والجمرُ يتَّقدُ
والناسُ أهلي وما اضناهمُ تعبٌ
يوماً وعَن منهجِ الاصرارِ ما ابْتعدوا
فكلُ يومٍ لهم عرسٌ به القٌ
“يفلسط” الكونَ.. بالتاريخِ يتحدُ
وينفثونَ على زيفِ النجومِ شظىَّ
فأرضهمُ ما ارتضتْ يَطغى بها زبدُ
يا أهلنا في دِيارِ النكبةِ انتفضت
لنا على الارضِ من أَعماقِها بَلدُ
ودولةٌ لنسورِ الفتحِ رايتُها
تعلو وللقدسِ فيها مِقبضٌ ويدُ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الشهيدة حورية احمد حوشية التي اغتالها الصهاينة بعد ان انجبت طفلها الرابع من اجل فلسطين
حورية
|
يـــومَ جاءتْ حـــوريةٌ والبُراقُ |
يــا حَواري الجنانِ فـــاضَ العناقُ |
||
عنـــدَه كــــــــوثرُ الوداعِ عناقُ |
وعَلــــى ثغرِها ابتسامةُ شعــــبٍ |
|||
كالمســــيحِ احْتــفى بهِ العُشّاقُ |
ودَّعــــت طِفلـــها ومـــا أرضَعَتْهُ |
|||
للــــــدِّماء التـــــــي عليهِ تُراقُ |
والنخيـــلُ الـــذي تَـــراقصَ شوقاً |
|||
لخليــــل الرحمن .. كَيـف تُعاقُ |
أيُّ حـــــوريةٍ تــــــودّع -يطــــا- |
|||
ومشـــــاويرِ ذلــــةٍ لا تُطــــاقُ |
رَصفـــــوا دَربـــــها باشْواكِ حقدٍ |
|||
كـــــــلَّ جســرٍ يمر عنهُ الوِفاقُ |
حاصَروا الضــوءَ في القلوبِ وهدّوا |
|||
يَحتَــــمي خلـفهُ الرّدى والنِفاقُ |
واســـــتَردّوا مـــن الخرافات سَداً |
|||
موجةُ الخوفِ فاسْتفاقوا وضاقوا |
وكَــــأني بهــــم وقَــــد حاصَرتْهم |
|||
يـــراهُ السَّــــــراقُ .. والأفَّــــاقُ |
برحيـــتقِ السَّـــلام فهوَ كما السْمّ |
|||
عــــــاشقٌ تَنتــــشي به الأَشْواقُ |
وهــــوَ كالشَّهدِ في النفوسِ ولَحَن |
|||
واغْضَــــبي يـــا رياحُ فهو فِراقُ |
غَـــــــردي يـــــا طيورُ فهُو وداعٌ |
|||
أيُّ خـــــرقٍ للاتفـــــاقِ احْتراقُ |
إتفقْـــــنا .. لكننـــــا قَــد كَتبنا : |
ونصنع نحن المطر
أَرى طائراتٍ تُسابق رفَّ الحَمامْ
وتَهربُ من وَجع القَيدِ
من لوعَةِ البُعدِ
تهربُ للشمسِ من همَساتِ الغَمامْ
وَفي وَجنَتيكِ بلادي
أَرى فرحةَ العُمرِ
ليسَ لها مَن يضيءُ الدّروبْ
وليسَ على ثغرِها بسمةٌ
وهي ترقُصُ من وَجعٍ في القُلوبْ
تحاوِلُ أن تَتحرَّر .. تعجزُ
لا تستطيعُ القيامْ
وفوقَ الرموشِ رتوشٌ من القُزحِ
المتناثِرِ باسمِ الفَرحْ
يسدُّ الطريقَ على رفحٍ .. من رفحْ
وللسجنِ بوابةٌ ليسَ مفتاحُها في المطارِ
ولا في المعابرْ
وباسم المقابِرِ
تستنفرُ الارضُ حَقلَ الرّخامْ
وتَسألُ .. أين السَّلام ؟!
يبيضُ الحمامُ على وتد اللَّوزِ
والموزُ يملأ ثغرَ أريحا
ويسكبُ في رِئتَيها الحرامْ
على صفحةٍ من جَبينِ المخَّيمِ
نكتبُ أنباءَ حقلِ الرّخَامْ
تَقول الروايةُ إنا فَتحنا
وكانَ اللصوصُ على موعدٍ والظلامْ
ويختلطُ الفَجرُ بالفُجْرِ
والقَّهْرُ بالعُهْرِ
والصمتُ يصبحُ سرَّ الكلامْ
وكُنا نُغني ونرقصُ
والطائراتُ تسابقُ رفَّ الحمامْ
سَمعنا الدَّويَّ وكانَ ثَقيلا ..
وكنّا نريدُ البديلَ هَديلا
ولكن رف الحمامِ تهاوى .. قَتيلا
ولم نَتوقفْ عن الرقصِ
كان التحدي يغني نشيد الحجرْ
وكنا نردد باسم الترابِ
لنا الارضُ بوابةٌ .. للقدر
ونصنع نحن السلام …
ونصنعُ نحنُ المطرْ
مَواسمُ الحصادْ
يَقولونَ عنّا.. تَعبنا
وانا أضعنا سُدىً عُمرنا في الكفاحْ
وانا كشمعٍ يذوبُ احتراقاً
ويَذوي على صَفحاتِ الرِّياحْ
كَحبةِ قمحٍ تلقِّح سيدةَ الارضِ تفتحُ جرحاً
وللنحل بينَ الملوكِ ملاكٌ يموتُ
ليحيا العَسلْ
يقولونَ.. أنتم تعبتُمْ
فهيا أُتركوا المَسرحَ الآنَ
موتوا وانتم تعيشونَ دورَ البَطلْ
نَقولُ لهم ما تَعبنا
وتَحتاجُنا الارضُ اكثرَ من أيِّ وقتٍ مَضى
فلا عودةُ الانتشارِ انسِحابٌ
ولا زمنُ الاحتلال انْقَضى
وبوابةُ الدارِ.. مفتاحُها لَن يعودَ
ليصبحَ ملكَ اللصوصِ
وبينَ ايادي الذينَ على بطنِهم يَزحفونَ
لكيما يَنالوا من الاحتلالِ الرّضى
قَديما اشاعوا بأَن المجانينَ هم يبدأونْ
وانَّ الشجاعَ يُضحّي ليكتبَ سفرَ الجُنونْ
وان الجبانَ يجيءُ ليسرقَ كحلَ الجُفونْ
ونحنُ نقولُ الشجاعُ هو القَمحْ
حينَ يغيبُ تجيءُ السّنابلْ..
وليسَ يجوزُ الحصادُ لمَن لَمْ يُقاتلْ
تَعالوا جميعاً لنرسمَ خارطةَ للوطنْ
تُعيد لهُ رونقَ الإنتِماءْ
وتحرسُ فيه مَع الحلمِ سحرَ الفِداءْ
وصفوَ الزّمنْ
لَقد عوّدتنا الليالي اجْتياحَ الخُطوبْ
وعَصرَ الجراحِ.. وَأَنخابُنا خُطوةٌ في الدُّروبْ
كَسرنا الصِّيامَ لنأكلَ جوعاً.. ونعطشَ ماءً
نَعبُّ الهواءَ لنجبرَ كَسرَ القُلوب
ولن نتراجعَ عن دَربنا ابداً
للذينَ استطابوا حَياةَ الذُّنوبْ
قَديماً نسجنا نشيداً.. هي الارضُ
مِلكُ السَّواعِد ذاتِ العَزيمةْ
فَمن يهبِ الارضَ لونَ السَّماءِ
تصب لهُ الارضُ كأسَ الغَنيمةْ
ومَن تاجروا بدماءِ التُّرابِ
سماسرةٌ سمهم قَد سَرى
يصونُ دُروع العداةِ ويحمي سيوفَ الهَزيمةْ
وَلَنْ يحرسَ الارضَ.. يبني البِلادْ
سوى قَبضاتِ النفوسِ العَظيمةْ
فَهيا اسْتَعدّوا لنَحمي مواسمَ هذا الحصادْ
إنا فتحنا
لَمْ يَعُدْ كافياً أن تكونَ الحقيقَةُ لي
لمْ يَعُد كافياً أَن أُريدْ
فالمدى كالصَّدى غائمٌ
والترَّددُ مثلَ صُراخِ الصَّديدْ
والنَّدى لا يُردّد لحن السَّحابِ
ولا تشربُ الارضُ دمعَ الوَريدْ
وانتظارُ المقادير تأتي لَنا بالمُنى
كانتظارِ الافراح تَحتَ شِعار
النظام الجَديدْ
فالمُنى كالسَّنا… شُعلةٌ للرُّعودِ
وبوابةُ الوعدِ نحو الصّراعِ العَنيدْ
أَيها الواقفونَ على مفرق الوَرْدِ
هل يختفي النّورُ خوفاً وَضَعْفَا؟
وهَلْ يُطفي النارَ هُمسُ الجَليدْ؟
وهَل يستطيعُ برامِكِةُ العَصرِ
ان يَسْتَبيحوا حياةَ الرَّشيدْ
وهَلْ يُصبحُ الحلمُ وهماً اذا الشَّمسُ نامَتْ
وهَلْ يبدأُ الكونُ مِنْ غير فَجرٍ جَديدْ
نُردِّدُ ما لا نُريدُ.. ومَالا يُفيدْ
فأحْلامُنا ابتدأت في السَّماءِ
وفي زَمنِ الخِصبِ أَعطت لَها الارضُ مَجداً تليدْ
ويأتي الحصادُ.. وفي الفَمِ ماءٌ
وللهَمْسِ بَوابةٌ مِن حَديدْ
تَعالوا نُكَسِّر جِسْرَ التَّردّدِ
هَيّا نُحطمَ صمتَ العَبيدْ
تعالوا لنقرأَ في سورةِ الفَتْحِ
إنا فَتَحْنا…
يُطلُّ عَلينا مِن اللهِ نَصرٌ أكيدْ
الخير والفرج
إلى روح الشهيد المهندس فريج الخيري
مَنْ يُُغْمض العَينَ كَي يَسعى لَهُ الدَّرج
ومنْ يُحملِقُ في نورٍ لهُ وهجُ
ومنْ يرى عُنفوانَ الفَتْحِ في ألَقٍ
لا يسأل الشَّمسَ كيفَ النورُ يَنْبَلِجُ
ومنْ يوْدّعُ يومَ العُرسِ فَرحَتهُ
يُعطي الحَصادَ لمنْ أيامُهم هَرجُ
بَحثتُ عن كَلِماتٍ كَيْ اردّدهَا
وَجدتُها فيك.. أنتَ الخَيرُ والفَرجُ
يا واحةَ الخير فيكَ الصَّبْر عَلَّمنا
أنَّ الحقيقةَ لا تأتي بها الحُجَجُ
وانَّ للارضِ دَيْنٌ في مَفاصلنا
وأنًّ للشمسِ في أوصالِنا وَهَجُ
وانَّ من عبروا المِشوار قد رصَفوا
للنّصْرِ دربَ هُدىً من وحيه نَسِجوا
للانتفاضةِ أُعلاماً وأُغنيةً
نَشيدُها حَجرٌ يَشدو لَهُ أَرَجُ
وانت يا مَنْ حَملتَ الدَّربَ في وَجَعٍ
إلى المَنافي… وكَم في الدَّربِ من خَرجوا
لكنّها الفَتحُ ما ضاعَت عَزيمَتُها
يوماً ولا وَهَنَتْ في صَدرها المُهَجُ
أعادَت الشّمسَ للاشراقِ وارتَفعّت
راياتُها في رِحابِ القُدسِ تَخْتَلِجُ
يا واحةَ الخيرِ.. لا ما غِبتَ انتَ لَنا
عهدٌ. ونحن لَكَ الميثاقُ والنَّهَجُ
وانتَ فينا ويومُ النّصر موعدُنا
ونحنُ فيكَ مع الابرار نَنْدمِجُ
يا أرضـــنا
مُبـــاركَةٌ أَنتِ يــــا أََرضَنا بالمُـنـــى وَالسَّنـــا وشُموخِ النَّخيلْ عَليــــكِ السَّـــلامُ وَمِنك السَّــلامُ وحَولَكِ يَصدَحُ لَحنُ الهَديلْ يُنـــاديكِ قَطرُ النَّـــدى وهو يَمزجُ نَسْغَ الخَليل بِسحرِ الجَليلْ وَتَرقُصُ في وَجْنَتيكِ النجــومُ لِتسطعَ في القُدسِ شمسُ الاصيلْ تَجاوَزتِ كُـــلَّ حُـــدودِ الزَّمانِ وجـــذَّرتِ حَدَّ المكانِ الجَميلْ يَجـــيءُ الغُـــزاةُ إليـــك مَساءً وقبلَ الصَّبـــاحِ يكونُ الرَّحيلْ يَجيئـــونَ كالمـــوجِ يَنكَســـرونَ علـى صخرةٍ حَدَّها كالصَّلِيلْ وَمهـــما يَطولُ ظلامُ الغـــزاة فَسَيــــفُ الارادةِ يروي الغَليلْ وَشعبكِ شَعبُ فلسطينَ يَبقى ويحملُ عبءَ الجهادٍ الطَّويلْ يَقــــولُ البــــراقُ هُنـــا مرفأَ اللهِ والسّرُّ بيـــن يَدَيــهِ الدَّليلْ سَــــلامُكِ يَبــــقى سَـــــلامُ الأبــــاةِ ويسحقُ كلَّ سلامٍ ذَليلْ لَكِ المجـــــدُ أَنــــتِ اختيــارُ الإله ولا يَقبَلُ اللهُ عنكِ البَديلْ ونحــــن بنـــوركِ نَغمِــــرُ شمــــسَ الحياةِ بكلِّ ضميرٍ نَبيلْ “ومـــا كـــتانَ وهْماً.. ولا كــان حُلماً وَلكنَّنا نَصنعُ المُستحـيلْ |
إرادة
للقدسِ أُغنيةٌ ألحانُها قَدرُ
وليسَ يُرهبها مَوتٌ ولا خَطرُ
وَصوتُها يحملُ التاريخَ في قفصٍ
منَ الارادةِ لا يَرقى لها بَشَرُ
إلا الذينَ همُ القومُ الذينَ إذا
تجبَّروا صَنعوا الدهرَ الذي عَبروا
فَمن تَردَّدَ عن حقٍ لهُ ونَهى
عن الجهادِ فَلنْ يبقى لهُ أثرُ
اليومُ يا قومُ عندَ الفجرِ موعدُنا
فَقد تَحطمتِ الاسوارُ والجُدرُ
هيا نُجسِّدُ فوقَ الارضِ دولتَنا
ليغمَر الكونَ من أنفاسها المطرُ
فما اسْتَحقَّ لنا لابدَ نَحصدُهُ
في حينهِ فالقضايا ليسَ تَنْتظِرُ
وللحصادِ مواعيدٌ مُقَدَّسةٌ
إذا تلاشَتْ .. تلاشى القَمحُ والثَّمرُ
ومَنْ تَرددَ عن حرصٍ لمصلَحةٍ
سَيُصبحُ الحرصُ رعباً حينَ يَنفجِرُ
والعقلُ إن صارَ يخشى الخوفَ ليسَ لهُ
سوى الارادةِ يَطوي خوفَها الظَّفرُ
وشعبنا قاتلٌ للموتِ مُنبَعِثٌ
منَ الرمادِ به التاريخُ يَفتَخِرُ
لَقدْ تألقَ في الماضي وإنَ لهُ
مستقبلٌ لا يساوي مِثلهُ قَدَرُ
وصِرحُ ثَورتنا في الصَخْرِ مُنغرِسٌ
وسِحرُ دولتنا في الكونِ مُنتَشِرُ
هيَ السلامُ ومنها النورُ منسكبٌ
على البَريةِ فهيَ الشمسُ والقمرُ
نشيد الاستقلال
يا فلسطينُ وما أَبهى المُنى
تَملأ الكَونَ نَشيداً وَسَنا
وَمواويلُ الجَنا تَحكي لَنا
عَنْ كِفاحٍ جَسَّدَ اسْتِقلالَنا
نَحنُ شَعْبٌ حَسبوهُ في الشَّتاتِ انْقرضا
فَاذا بالقَدرِ الواثِبِ يَجتاحُ القَضا
وكَما العَنقاءُ من تحتِ الرَّمادِ انْتفَضا
شامِخاً نحوَ المعالي بِاباءٍ قَد مَضى
يسحقُ الظُّلم ويبني وَطَنا
وَيُغنّي لِكفاحٍ جَسَّدَ اسْتِقلالَنا
لَمْ تَضِعْ هَدْراً دماءُ الشُّهداءِ الأكْرَمينْ
لا وَلا هانَتْ جراحٌ رَسمَتْ مَجدَ السِّنيْن
وَقُيودٌ حَطّمتْها قَبضاتُ الصّامِدينْ
غَرسَتْ في وَجْنةِ اسْتِقلالِنا الفَتْحَ المبين
شَعبُنا ينشُرُ في الكَونِ السَّنا
وَيُغنّي لكفاحٍ جَسَّدَ اسْتِقلالَنا
يا نشيداً وَطنياً صاغَهُ جيلُ الغَضَبْ
يجمعُ الكونَ مَع القُدسِ منَ اللهِ اقْتربْ
هُوَ مِنْ وحْي الرِّسالاتِ معَ الروح انْسكَبْ
وحصادٌ مِنْ كِفاحٍ لِفلسطينَ العَربْ
يَنْشُرُ الأَفراحَ في كُل الدُّنى
وَيُغَنّي لِكفاحٍ جَسَّدَ اسْتِقْلالَنا
يا فَلسطينُ وما أبْهى المُنى
تَملأ ُالدّنْيا نشيداً وسََنا
ومَواويلُ الجَنا تحكي لَنا
عَنْ كِفاحٍ جَسَّدَ اسْتِقْلالَنا
وردة الكبرياء
عَلى صَخرةٍ تَحفرُ القُدسَ تاريخَها
والبراقُ يلملمُ اجنحةَ الغيمِ
يرسمُ .. يكتبُ سِحرَ الحروفِ
يذيبُ المسافَةَ بين السّرابِ وبين السماءْ
وللقدسِ بوابةٌ تبدأ الشمسُ مِنْها
تُطلُ من الشرقِ تَغْرقُ فيهِ
وفي بيتهِ تَحتَفي بالنُجومِ
التي احتضنتْ وردةَ الكبرياءْ
ومن حجرٍ راسخٍ فوقَ سورِ المسافاتِ
تحكي الشَوارعُ قِصّتها والحكاياتُ لا تَنْتَهي
والمكانُ مشاويرُ في عتمةِ العِشقِ
تبحثُ عن قبضةٍ من ضِياءْ
وأنتِ هنالكَ يا زهرةَ الكونِ
كلُّ المدائنِ أرصِفةٌ تحتَ سوركِ
حتى الظلالُ تفتحُ ورداً يُغطي جَبينكِ
والعطرُ يَنشرُ في وجنتيكِ الدماءْ
لماذا يغارونَ من صخرةٍ في الهواءِ
تحاولُ ان تتسلقَ اشرعِةَ الوحيِ
لكنهم يبحثونَ عن الوهمِ بينَ القبورِ
وبينَ الخرافاتِ عن قصصِ الانبياءْ
لك المجدُ يا قدسُ فيكِ الرجاءْ
وفي بيتك الشرقُ يبحثُ عن روحهِ
ويعيدُ الزمانَ الى ذكرياتٍ ستأتي
لتمسحَ عن وجنةِ الشرقِ اسطورةَ الادعياءْ
غَضَبْ
الارضُ بُركانُ الغَضَبْ والشعبُ في الارضِ اغْتَربْ
والنارُ سيفٌ من لَظى الجلادِ والارضُ الحَطبْ
والناسُ في دَعواتِهم “تَبَّت يدا أبي لَهبْ”
لا يَمنعونَ من طَغى.. لا يردعونَ من سَلبْ
والمُعْتَدي في غيّهِ لا يكْتفي بما نَهبْ
فلا الصراخُ يمنعُ الحريقَ لا ولا الغَضَبْ
ولا يُواجَهُ الغُزاةُ بالدعّاءِ والطّلَبْ
لا بد من كَفٍّ لها اناملٌ مِن الَّلهَبْ
لا تكتفي بحَرقِ مَن الى عَرينها اقْتربْ
وانما تُعيدُ للتاريخِ امجادَ العَربْ
ذاكرة
لِذاكرةٍ تُحاولُ أَن تُغادِرَ جُرحَها الدّامي
أُردّدُ بعضَ أَلحاني
وأنشُرُ كلَّ ما عَرَفَ الغَسيل عن الدَّم القاني
وعَن مَطرٍ منَ الأوهام يَصْفَعُ وَجهَ أحلامي
وعن جُرحٍ اذا هَطلت عليه الشَّمسُ يَنْساني
أنا الآتي منَ الماضي الذي لابدَّ أَن يأْتي
ولي لُغةٌ هيَ الجسرُ الذي أَمواجُه صَمتي
وأَحكي كلَّ ما في القلب مِنْ وهجٍ وَمن كَبتِ
لأفضحَ سرَّ أيامي
وَيسمعُ صَرختي القاصي مع الدّاني
أنا ابْن الرَّعدِ في الهَمسِ
ولي في القدسِ أغنيةٌ تَصبُّ النورَ في الشَّمس
نزعتُ لواء ذاكرتي من الرَّمسِ
ليحيا الكونُ في أَحضانِ أنغامي
وَيصحو في حمى قَدري ضميرُ الأنسِ والجانِ
أنا الآتي من التاريخِ كي أقضي على الخَوفِ
وكَيْ أسكبَ بحرَ النور فوقَ خُرافةِ الزَّيفِ
وذاكرتي إذا انطلقت لتمحو الزَّيف لا تكفي
فأيامي هيَ المُستقبلُ الدَّامي
تُردّدُ لَحنَ شِرياني وتَفضحُ سِرَّ أحلامي
وتُقسمُ أن تَظلَ القُدسُ نبراساً لإيماني
صَواعِقْ أُوجْلان
عَفواً يا عَبد اللهِ .. فإني بينَ يَدْيكْ
حينَ رأيتُ الغدرَ عَواصمَ ينبحُ فيها الرَّفضْ
وفيها تُجار الشَّنْطَة صاروا حُكاماً والسارقُ بَيْكْ
أدركتُ بأنَ حِذاءكَ اصبَح أثقلَ مِن أنْ تَحملَه اكتافُ الارضْ
* * *
وَلكُردِسْتان زَمانٌ.. ولشمدينَ مكانْ
ولقفَصِ الزئِّبقِ حينَ يثورُ صواعقُ أُوجلانْ
وقضاةُ الزمنِ المرتَجفِ شفاهٌ ترقص ذعراً
وعيونٌ تَهربُ من بركان الخوفِ الى خَوفِ البُركانْ
* * *
هَلْ جَفَ الفولجا حينَ عَطِشتَ فما من قَطرةِ ماءْ
هَل بَردى كانَ يصبُّ عل أقدامِ دِمشقَ هَواءْ
وَيقولونَ هم الطليانُ .. هم الطليانُ اذا الفاعِلُ غابْ
لا تَبحثْ يا أوجلانُ فطليانُكَ مَرْسومونَ على كلِّ الابوابْ
* * *
روما قاتلةُ سْبارتاكوسَ والقَيصرْ
تَركَتْ أَمواجَ دمِ الثّوارِ لكي تُهدرْ
وَلماجدَ فيها ضُوءُ شرارٍ يصرخُ ليلَ نهارْ
ولوائِل فيها انغامُ الزيتِ وأحلامُ الزَّعترْ
* * *
العالَمُ أصبحَ أضيقَ من سُمّ ثِقابْ
والابرةُ في أعينِ مَن باعوكَ عَذابْ
حاوِلْ أن تَعبرَ حاوِلْ يا عَبدَاللهْ
فـالابرةُ تفتحُ لكَ في أعينِهمْ بابْ
للقدس… لنعران*
لغبارِ الرحيل
لا تَسأَلِ الشَّمسَ
عَنْ ارضٍ لها قمرُ
واسأَلْ عنِ الارضِ
مَنْ فيها…؟
ومَنْ عَبَروا؟
والصَّخرُ باقٍ
على اكتافهِ حَفَرتْ
شَمسُ الهدايةِ تاريخاً
ومِنْ دَمهِ
تدفَق الغيمُ
واسْتقوى به المطرُ
والقدسُ ما عَطِشتْ للشمسِ صَخرتُها
يوما
ولا غابَ عن مِحرابها عُمرُ
فكلُ لونٍ لهُ في روحِها القٌ
وكل عصرٍ له في سورِها أثرُ
وللطحالبِ بعضُ الوهمِ
ما بقيت تجثو
وتحت ظَلامِ الغدرٍ تَستَتِرُ
وللغُبارِ رَحيلٌ
كلما عَصَفَتْ شمسُ الرياحِ
فجذرُ الزَّيْفِ ينَكسِرُ
“نَعْرانُ”
طفلُ انابيبٍ بلا وطنٍ
الارضُ تلفظهُ
والماءُ والحَجَرُ
والارضُ تحكي
من القرآنِ احرفُها
مَهما علا باطلٌ
لا بُدَّ يندحِرُ
جبالُنا..
صدرُها للعشقِ مُتَّسعٌ
وقلبُها
بهدير الحبّ يستَعِرُ
لكنَّ قَبضَتَها
في وجهِ من رَصفوا
للحقدِ.. درباً
قضاءُ اللهِ.. والقَدرُ
نوايا
حُسنُُ النّوايا
مَع العُدوانِ إذْعانُ
وَخُلّبُ البَرقِ
للاوْهامِ طوفانُ
ومَا جَهنمُ
الا دربَ من سَلكوا
دونَ اهتمامٍ إليها
حَيثُما كانوا
فَساعةُ الحَدِّ
انْ غَابتْ يطولُ بها
حبلُ السّقوطِ
وللاوحالِ قيعانُ
إنَّ الرهانَ
على اخلاقِ من صَلبوا
عهدَ النُّبوةِ
تزويرٌ وبهتانُ
فَلنقرأ العَهْدَ
عهدَ القدسِ
ظَللّهُ طيفُ البراقِ
بهِ التنزيلُ قرآنُ
وَلتبدأ الاعينُ الحمراءُ
تَلمعُ في وَجهِ الظّلامِ
ففي الاحْشاءِ
نيرانُ
وَلْيسقِطِ الحجرُ الفضيُّ
عَنْ جَبلٍ
فَاضتْ عليهِ ذُنوبٌ
شأنُها .. شانُ
ولتَنْتفضْ
روحُ ميثاقِ الخلودِ لظىً
وليطمسَ الصفحةَ السوداءَ
بركانُ
ففي ربوعِ بلادي
الفُ اغنيةٍ
معَ السلامِ
لها نصلٌ .. وأسنانُ
كانت تحاربُ
من أجل الخلاصِ
فإن دقّ النفيرُ
فكلُّ الناسِ شُجعانُ
مستقبل
غَرِقْتُ في عَتمةِ الضّياءِ
وكانَتِ الارضُ بعضُ روحي
تكاثَرت حَولها جُروحي
وكنتُ في خَطوةِ الفِدائي
أشقُّ دَربي إلى طُموحي
ولا أُبُالي… وبالدِّماءِ
رَسمتُ دَربي إلى السماءِ
وَعندما اشْتدّ كِبريائي
وهُمْ يَهدّونَ سقفَ بيتي
أحسَسْتُ في الحلْقِ دمعَ صَمتي
يَصرخُ كالبرقِ في الفَضاءِ
لن يفرحَ الموتُ.. إنَّ موتي
بوابةُ النصرِ للفداءِ
وجنةُ الخلدِ في السَّماءِ
يامَنْ حَصدتُم مِنَ الهَواءِ
خَديعةَ الوهمِ بالسَّلامِ
الارضُ حُبلى من الكَلامِ
هيّا اسمعوا صَرخةَ الفدائي
كفّوا عن المشي للأمامِ
فَحين أُخرجْت مِن حِذائي
وَجدت مُستقبلي وَرائي
صمود وصعود
الى ابي الصاعد الصامد الذي ينتظر استكمال حريته بتحرير
كل اخوانه ورفاقه
لَكف عَليها الروحُ نَشوى
وتَبسمُ
وتكتبُ للاوطانِ مَجداً
ولِلعُلا شُموخاً
وباللونِ الوريديِ تَرسمُ
* * *
وفي فجوةٍ بينَ الاناملِ
عانَقَتْ زناداً
ومَدَّتْ ثغرها نَحو عَرشِها
وكانَ لها فوقَ الانامِلِ
مِعْصَمُ
* * *
وحينَ تُلبي الكفُّ
صرخةَ شَعبِها
وتغدو لها في المَجدِ
صفحةُ عاشقٍ
يقولونَ
أنّ الكفَ لطَّخها الدَّمُ
* * *
وأيديهمُ في الوَحلِ..
والغدرُ شيمةٌ
لها في جُذورِ العابرينَ
خُرافةٌ
وفي دَربِها يَومٌ سَيأتي
وتَنْدمُ
فليسَ الذي يَلوي يدَ اللصِ
قاتِلٌ
وليسَ الذي يَحمي الحَرائِرَ
والثَّرى
ويَنزفُ من أَجلِ التَحرُّرِ مُجرِمُ
* * *
فكم صَعدتْ روحٌ
الى عرشِ رَبِها
وقدْ حَملتها الكفُّ
والنورُ وَهْجُها
يَطيرُ شعاعاً
والاناملُ أنجُمُ
* * *
أكُفّكُمُ يا صفوةَ النورِ
والهُدى
مُضَمخةٌ بالعِطْرِ
والغَارُ تاجُها
لها العَهدُ ميثاقٌ
وبالفَتحِ تُقْسِمُ
* * *
فيا صاعداً للمجدِ
لا، لم يضع سدىً، صُمودكَ
كانَ القيدُ يَرجفُ خائفاً
على معصمِ فيهِ الارادةُ جَسَّدَتْ
قراراً بأنَ القيدَ سوفَ يُحَطَّمُ
غِربان الشَّــرْ
تَبقى السَّماءُ لَنا..
والارضُ بُركانُ
وَشمسُ بغدادَ لا تَغفو
وَطلعَتُها
تجدّدُ العَهدَ فالأوطانُ إيمانُ
مَهما تكسَّرتِ الغَيماتُ
إنَّ لَنا
معَ السَّحابِ جنوداً لا يُحاصرُها
وَهنٌ
وإن هَطلتْ بالشَّر غِربانُ
ولطخةُ العارِ في وجدانِ مَن جَعلوا
أوْكارهُم ساحةً
للحقدِ يَعصِرهُا
فَينتشي مِن شَظايا الحقدِ
عُدوانُ
والأبرياءُ ضَحايا
والشيوخُ على مَوائِد اللَّهوِ
لا مَنْ يستحي خَجلاً
فكلُّهم لغرابِ البينِ
أعوانُ
وَ للِمنازلةِ الكُبرى مَلامُحها
في الأَفقِ
يمتدُّ فيها النَّصْرُ
نَحو غد يأتي
يُرصِّعُهُ بالمجدِ شُجعانُ
يا أَيّها الصّامِدونَ اليَومَ
إنَّ لكمْ
في القُدسِ نافَذةٌ
منها يشعُّ سَنىً
على العِراقِ لهُ حقٌ وَبُرهانُ
والعَهدُ
إن لِعهد القُدسِ جَذوتَه
لهُ مَدى الدّهرِ في الأوطانِ أوردةٌ
وَفي العراقِ
لهُ في القلب شِريانُ
لنا السَّماء سَتبقى
رغمَ أنفهمو
ولَن يظلَّ غرابُ البين
تَحرسُهُ سحابةُ النفط
لَنْ يحميهِ أقْنان
هُـنا القدسُ
هُنا القدسُ
هاتوا شَمعتينِ .. وأطفِئوا
عيونَ ظلامِ القهرِ في الحَرمِ القُدسي
وصُبّوا على الأقصى الرّياحينَ
وانشُروا
على صخرةِ المعراجِ إشراقَةَ الشَّمسِ
ولا تسألوا من أين يأتي
فإنما… يجيء صلاحُ الدينِ
من عتمةِ الرَّمسِ
يجيءُ وفي حطينَ الفُ حكايةٍ
يُعيد بها التاريخُ
أحجيةَ الامسِ
قَوافلُ باسمِ الدينِ تَأتي
لتَعدي .. على الدّينِ
تَطويها الحجارةُ كالرِّجسِ
وَما عرفَ العدوانُ طعماً
سِوى اللَّظى..
وإنْ طالَ .. مَهما طال ..
فالقولُ للدّرسِ
هُنا القدسُ
مَهما غَيّروا او تَبَدَّلوا
فَلن يَجدوا فيها سِوى شِدّةِ البأْسِ
لقد كَتبَ التاريخُ فَوقَ صُخورها
حكاياتِه الكُبرى
وامعنَ في الدّرسِ
وما حَولها قد بارك اللهُ
أصبحتْ.. فَلسطينُ سِفرُ اللهِ
تَروي بلا طَرسِ
يَحجُّ اليها الناسُ..
والحبُّ غايةٌ
ويسطعُ فيها الحقُّ دوماً بلا لُبسِ
أراكِ غداً يا قُدسُ
اكتبُ صفحةً..
على صَخرةِ المعراجِ تَخرجُ من نَفسي
فنورُ فلسطينُ الحبيبةُ
في غَدي
ونورُ صلاحُ الدينِ
يَسطعُ في أَمسي
النّاصِرة
“في اللاذقيةِ ضَجَّةٌ”
وَصلتْ حُدودَ الناصِرةْ
“ما بَينَ أحمدَ والمسيحْ”
ما بينَ عاصفةٍ وريحْ
والشمسُ يسرقُ لَونَها
حقدُ القلوبِ الغادِرةْ
والريحُ تَبحثُ تحتَ أمواجِ العُيونِ
عَن القذى
وَيُحيطُها صَمتُ الأذى
وتفوحُ اسرارُ الغُزاةِ
ضغينةً وَمؤامرةْ
ما بالكم يا قومُ
هلْ ضَاقتْ حُدودُ اللهِ
عن ايمانكم؟!
اللهُ يعرفُ سِرّكُمْ
واللهُ يَعرفُ جَهركمْ
واللهُ يَفتحُ صَدرهُ
لِصلاةِ نفسٍ طاهرةْ
للعابرينَ مع الصَّديد إلى الوَريدْ
قُلوبُكم فَتحتْ لهمْ أَبوابَها
بينَ الجَوامعِ .. والكَنائسِ
هَلْ تقومُ مظاهرةْ؟!
والباحِثونَ عن الزَّعامةِ
فوقَ انقاضِ الحَضارةْ
هَلْ يَركبونَ مُغامرةْ
هَلْ غابَ عن وَجهِ الحَقيقةِ
عن بيوت الله ..
عن قسمِ الشهيدْ
أنَّ المساجِدَ أينما رُفِعتْ
تَظلُّ هيَ المنارةْ
أنَّ الكنائسَ
كُلما دُقّتْ نَواقيسُ الهوى فيها
تَعّمقت البشارةْ
يا أَهلنا في الناصِرةْ
لا تتركوا الإسفينَ يَسكنُ
هازئا في الخاصِرةْ
عدلي فخري
الفنان العربي المصري الفلسطيني المبدع، ملهم الصمود الذي رحل بعد ان غنى للمقاتلين في الخنادق والصامدين في الملاجئ، فاصبح ضمير الثورة وصوت الحرية الخالد
بَيروتُ لا تُنسى.. وَفيها المَدى
يُعيدُ للأَيامِ رَجْعَ الصَّدى
ويرسِمُ الحاضِرَ مُستَقبلاً
يَسكُبُ في الماضي رَحيقَ النَّدى
والناسُ تَحتَ القَصفِ لَم يَبخلوا
عَنْ ضحكةٍ النَصرُ فيها بدا
وأغنياتٌ هَطلتْ بالمُنى
تَقصِفُ بالالحانِ عُنقَ الرَّدى
وكانَ عدلي حامِلاً عودَهُ
يَرسمُ مِنْ أوتارِهِ مَوعِدا
وَصوتُهُ الحامِلُ حُريةً
تَكفي لِميلادٍ بَعيد المَدى
يا مَن شَدا في ملجأٍ صامدٍ
يَشدو فَتهوي طائِراتُ العدا
أَعطيتَ للالحانِ مَجداً سَما
بها الى الآفاق كَيْ تَخْلدا
وَكُنتَ فَخرَ النّيل في جودِهِ
وَكُنتَ روحَ العّدْلِ رَمز الهُدى
وَكُنتَ بَينَ النّاسٍ أُغنِيةً
في الخَندقِ الصّامدِ في المُنْتدى
تَركْتَنا والأَرضُ تَحكي لَنا
عَنكَ..عَن الإصرار كَيفَ ابْتَدا
بَيروتُ لا تُنسى وَميلادها
أغْنيةٌ عدلي بها قَدْ شَدا
لَولاكِ يا فَتْحُ
أُغَنّيكِ يا فَتْحُ ليلاً .. نَهارا
أُغَنّيكِ يا فَتْحُ سِرّاً .. جِهارا
وأفْديكِ يا فَتْحُ بالرّوحِ والنَّفْسِ
أرسمُ اسمك نوراً .. وَنارا فَلولاكِ يا فَتْحُ ظَلَّتْ فَلسطينُ
تائهةً في عيونِ الحَيارى
* * *
لَكمْ عانَقَتْنا لَيالي الكفاحِ
وكَمْ طَوّقَتنا عيونُ السِّلاحِ
وكَم عَصفَت شَمسُنا بالرّياحِ
وعزم الارادَةِ يَحمي الذِّمارا
فَلولاكِ يا فَتْحُ ظَلتْ فَلسطينُ
تائِهةً في عيونِ الحَيارى
* * *
إرادةُ شَعبيَ صارتْ طَليقَةْ
وَعاصِفةُ الشَعبِ شَقَّت طريقَةْ
وَما كانَ حُلماً تَجَلّى حَقيقةْ
فَللفَتحِ إشراقةٌ لا تُجارى
فَلولاكِ يا فَتْحُ ظَلَّتْ فَلسطينُ
تائهةً في عيونِ الحَيارى
مَعَ الإنطلاقَةِ جَاءَ الجَوابُ
وَلَم يوهِنِ العَزمَ يَوماً سَرابُ
ولا خَشيت مِنْ جراحٍ حِرابُ
وبالانتفاضةِ شَقَّتْ مَسارا
فَلولاكِ يا فَتْحُ ظَلَّتْ فَلسطينُ
تائهةً في عيونِ الحَيارى
* * *
ليومِ الكَرامَةِ ذكرٌ وَذِكْرى
وَبيروتُ يَملؤُها المَجدُ فَخْرا
وَإشْراقةُ القُدسِ تَصنعُ فَجرْا
تُحَرّكُهُ الامنياتُ انْبهارا
فَلولاكِ يا فَتْحُ ظَلَّتْ فَلسطينُ
تائهةً في عيونِ الحَيارى
* * *
وَعُدْنا .. وَعادتْ معانا الأَماني
رَبَطْنا الزّمانِ بِسحرِ المَكانِ
وَمَهما نُلاقي وّمهما نُعاني
سَيَبقى لَهيبُكِ يا فَتْحُ نارا
فَلولاكِ يا فَتْحُ ظَلَّتْ فَلسطينُ
تائهةً في عيونِ الحَيارى
بذور للذاكرة
نَعمْ … للبذورِ التي في الصُّدورِ حَكايا
وللذكرياتِ مَرايا
وللرّوحِ حين يُحاصرها الخوفُ
بَوَّابةٌ مِنْ شَظايا
فمن ينزعِ الأَرضَ مِنْ خَوفِها
لتَعودَ …
وتصبحَ أمُّ القَضايا
* * *
هنالِك رفُّ يَطيرْ
ورفٌ يُحاول أن يتسلَّقَ ريحَ الجَنوبْ
وتختلِطُ الأَجْنِحةْ
وينزفُ جرحُ المناقيرِ زَيتاً
ويفتحُ باسمِ السَّلام دروباً الى الأَضْرِحَةْ
فأيُّ الدُّروعِ يصونُ البذورَ
ويحمي الصّدورَ مِنَ المذبَحةْ
* * *
تَدورُ الطَّواحينُ تهرسُ أَرصفةَ الذاكِرةْ
وتسكبُ زيفَ الخرافاتِ
في المهجِ الحائرةْ
وتنزعُ من صفحاتِ النُّفوسِ
رواسبَ أَيامِها الثائِرةْ
وبحرُ المساماتِ ينسى الحدودَ
ويغرقُ في لجةٍ غادِرَةْ
وَسوقُ العَبيد الذّي يمنعُ الوأدَ
يسمَحُ أنْ تُمسحَ الذكْرياتْ
وأَن يُصبحَ الأَمسُ شيئاً .. وَماتْ
وأَن يُسكبَ الغَدُ في قالبِ الغَزوِ
كَي يتشكَّل دون التفات
الى غابةٍ من جذورِ الدَّم المتوهّجِ
رمزِ الثَّباتْ
* * *
بذورُ النَّدى تتَلهفُ شوقاً لحضنِ التُّرابْ
وهمسِ السَّحابْ
فَيُلقى بِها في الوُحول .. تُحاصِرُها الأسْمِدَةْ
وَبين صليل الهجائِن
تُمسخُ في صَدرها لَهفةُ الأَفئِدَةْ
لتنسى الجذورَ .. وتغرقَ
في لجَّةٍ نارُها مُؤْصَدةْ
* * *
كَفى أيها الحالمونَ بعرشٍ
بلا اورشليمْ
فللقدسِ، بوابةُ الله للارضَ، سرٌّ عظيمْ
وللاجئينَ شعاعٌ يصونُ القُرى
ويحاصرُ تجارَ هذا الزمانِ العَقيمْ
ففي الغَدِ بوابةُ القدسِ يفتَحُها اللهُ
طولاً وعرضاً لتصبحَ بوابةَ العائِدينْ
شوكة اخرى وتكفي
شَوكةٌ واحِدةٌ أخْرى
وَتكْفي … كَي يصيرَ الكونُ ذِكرى
ولكَي يَسجُد نيرونُ على اقدامِ كِسرى
وأنا أبْقى الذي يَحلُم بالفَجْرِ
لِكيْ يمَلأ هذا الكونَ نَصْرا
والهنودُ الحمرُ حَولي
يَقذفونَ النَّرد- ينْسونَ
مع الحظّ الذي ضاعَ غداً
ينسونَ ثأرا
وَيضيعونَ على طولِ المَدى
بين حروفِ النَّصب والجَرِّ
ويَبقى الحرفُ سِرّا
ويطوفُ الليلُ حول القُدسِ
يَستلهِمُ ضوءَ الافْقِ
كي يفتح مَسْرى
وجدارُ الدّمْع بالشمعِ يسدُّ الدَّربَ
والواحةُ في حضْنِ أَريحا تتعرّى
والنَّدى يَهطلُ مِن سَعف نخيلٍ
غارقٍ في الوَحْل لا يملكُ أمراً
لا ولا يَحملُ تَمرا
عالمٌ كَبَّله العِلمُ باصفادٍ من الجَهْلِ
على جُدرانه رفٌّ من الوَرد
اذا طارَ يفوحُ الكونُ عِطرا
شَوكةٌ واحدةٌ طارتْ مع الوَردِ
الى سَطْحِ فَقاقيع النّدى
تحملُ سَيفَ الأرضِ
عَيناها براكينُ الملايينِ
الذينَ الجوعُ في أحْشائِهمْ
يمُعنُ عَصْراً
شوكةٌ واحدةٌ تكْفي
لكَي ينْفجرَ الطوفانُ
في وَجهِ المُرابينَ
وَيبني لِغلابى الارضِ جِسْرا
لم يَعدْ للتاجِ سِحْرُ الشَّمْس
والعشاقُ ما عادوا لِضوء البَدْرِ أسْرى
للرَّغيفِ اليومَ نورٌ
وانا بيدرُ قمح طَحنتهُ الرّيحُ
والماءُ على اطرافِه يسكبُ شِعْرا
والحروفُ اشْتَبكَتْ
والعِلمُ ما عادَ يُلبي طَمعَ التُّجار
كيْ يحفر للانسانِ قَبرا
وبذورُ الشَّر في أحشائِها نارٌ
وفي أنيابِها سُمٌّ
وفي الدربِ قلاعٌ من بُذور الخَيْرِ
لا تَجتاحُها ريحٌ وتطوي صفحةَ الماضي
وتهدي الكونَ نصرا
تقول لي الأرض
تَقولُ لي الأَرضُ: إني أنا نَجمةٌ منْ تُرابْ
هَوَتْ واسْتقرَّتْ عَلى وجَناتِ السَّحابْ
لَها ذكرياتُ السَّديم الذي طافَ بالكونِ
كَسَّر عُنقَ الخِداعِ ومزَّقَ وجهَ السَّرابْ
تَقولُ: أنا الوعْدُ أَحمل سِرَّ الوُجودْ
وأَسكبُ في جَسدِ الرّوحِ نارَ الخُلودْ
وفي النفس دوّامةٌ من هواءِ الرَّدى
يُحاصِرها المَوجُ والماءُ عقلٌ يسودْ
وَيأْتي اليَّ أَنا الارضُ سيلُ الغُزاةْ
يَصبّونَ أحقادَهم في التُّراب فاعصرهُم بالمياهْ
أَصُبُّ على صَخرةِ القُدسِ قَطر النَّدى
ويزرعُ طوفان رُوحي مَعاني الحياةْ
سَئِمتُ من اللَّيل وهو يُحاول مضغ النَّهارْ
وأنيابُه تزرعُ الخوفَ والرُّعبَ في كُل دارْ
وَتنسى الفَجيعةُ أنَّ الصُّخورَ التي في الصُّدورْ
لأقْمارِها طَلعةُ الشَّمسِ… نورٌ ونارْ
وَبينَ الجَليلِ وبين الخَليل سياجٌ يذوبْ
حُدودُ الخرافةِ تَسحقُها خَفقاتُ القُلوبْ
أنا الأرضُ كَم وَحَّدتْني نفوسُ الأَمانْ
ولا أَمنَ لي تَحتَ همسِ نُفوسِ الحُروبْ
تَطولُ المسافةُ بَيني وبينَ حُدودِ السَّماءْ
فَأَلمْحُ في صَدرِ سِخْنين لونَ هَدير الدِّماءْ
وفي كلِّ بيتٍ من الشِّعر يَعلو نَشيدُ الشَّهيدْ
وتسطَعُ شمسُ فَلسطين في أُغنياتِ الفِداءْ
تَعالوا اليَّ أنا الأرضُ إنّي أُحبُّ الشَّجَرْ
تعالو وخَلّو المحاريثَ تفتحُ بابَ القدرْ
تعالو فَبيني وبينَ السَّماء وعودُ النَّدى
يٌوقِّعها فوقَ صدر الترابِ نشيدُ المطرْ
تعالو . فأنتُم… و إنيّ… نكونُ الوَطنْ
نكونُ الحَقيقةَ نَغْرُسها في جَبين الزَّمنْ
فأرض فَلسطينَ ليستْ حدوداً بِِحَجْم التُّرابْ
ولكنَّها الروحُ تسكن في الكون …و هوَ البَدنْ
قصائد
(1) حِذاءْ
أُحب ان أَسير حافياً
على تُراب مَوطني
لامزِجَ الترابَ بالدماءْ
لأجعلَ الجُذورَ تَرتَقي
إلى السّماءْ
لأجعلَ الفَضاءَ و الثَرى
في مَوطِني سواءْ
و لستُ أرضى ان يَكونَ
كلُّ ما يَربِطَني
بارضِ موطِني
حِذاءْ
(2) ذُبابَةْ
تُعاندٌني أَيهذا الزمانُ
ألذي لا َيمِّلُ ولا يَسْتَحي
و الطنينُ الذي فجأةً يَنحني غاضباً
ثُم في لحضةٍ يَنْحَني ضاحِكاً
ثُم ينقضُّ كالصَّقْرِ
فوقَ شفاهٍ عليها اللمَّى
ناصعاً كالسَّما
لا يملُ ولا يَسْتَحي
تُعانِدُني
أيهذا الزمانُ الذي صارَ
تحتَ نعال الرقابةْ
ذُبابةْ
(3) معرفة
و شَعبنا يعرفُ عن حكايةِ الكفاحْ
يعرفُ من اعطى الثَرى ملامحَ الصَّباحْ
يعرفُ من قَدْ صَّيروا المَدى
عَواصفَ الرِّياحْ
ومن تعايَشوافي غابةِ السَّلامْ
يعرفُ ايضا شَعبُنا الذينَ قد تَسلّقوا
من بعد ان كانوا معَ السُّيَاحْ
و من أَرادوا أن يَصير كلُّ شيءٍ
في بلادَنا مُباحْ
و هم يقاتِلون فِكرةَ الاصلاحْ
بِقوَّةِ السلاحْ
(4) غابة
لَقَدْ عرفنا غَابةَ البَنادقْ
حينَ اخْتفى في جُحره المُنافقْ
و كانَ للندّى على القلوبِ
فرحةْ السحابةْ
و المطرُ النشيدُ والّربابةْ
و الميجَنا تُلازِمُ العَتابا
وحينما عادَت مَلامحُ المنافقْ
تحولُ بين حاكِم و صادقْ
و تفتحُ السَّاحَ لكلّ فاسقْ
يَرتفعُ الصوتُ النديُّ العاشِقْ
لا تكفروا بغابةِ البنادقْ
بل إحذَروا بنادِقَ الغابَةْ.
القدس في العيون
لأنها القُدْسُ لا يكفي لَها النَّظَرُ
فَليسَ يدركُ اسرارَ الهوى البَصًرُ
وفي العيونِ دفموعٌ لا يُكفكفُها
سَهْمُ القَضاءِ و لا يََمْتصَها القَدَرُ
وَ تنْشُرُ القُدْسَ لوناًمن شضىً و لضى
يَضُمُ أَسوارَها مِن خوفِهِ الحَذَرُ
يَجتاحُها النُورُ و الاسراءُ يَحْرُسُها
من عَتمةِ الليلِ و المِعْراجِ في ألقِ
مع الصعودِ و عينُ الله تَخْتَبْرُ
مَنْ سَوفَ يَرسُمُ ما في القَلبِ من وَجَعِ
و يجعلُ الارضَ يَحكي سِرَّها الحَجَرُ
و يَجْعَل الضُوءَ ظِلاً و النّدى لَهباً
كأَنَما الليلُ في إشْراقهِ قَمَرُ
و الطينُ يحكي عن العُشَّاقِ في وَطَنٍ
مَلامِحُ الخَوفِ فيه مالها أثَرُ
لأنها القُدسُ إن الفَنَ حَارسُها
و الفَنُ في موطني لا بُدَ يَنْتَصِرُ
انهيار الظلام
إلى غَيْمةٍ وَدَّعَتْني
لِتحملَ سرّى الى الأَرضِ
قُلتُ : عَليْكِ السَّلامْ
رأيت مناديلها تحمل الدمع
وهي تلملم جُرحَ الخيامْ
رأيت الجنوبَ و قد صار تاجاً
على رأسِ لبنانَ
يفتحُ للشَّمسِ درب الكَرامَهَ
و ينقشُ فوقَ جبين الخُلودِ سَلامَهْ
رأيتُ أبا ذرٍّ العامليَّ الجَليليِّ
يكسرْ عنقَ الظَّلامْ
رأيتُ الخفافيشَ تهجرُ أَوكارَها
و النسورُ تحلِّقُ
يهطِلُ من صَمْتِها مطرٌ منْ كَلامْ
و كان الجليلُ يمد ذراعيْهِ نَحْوَ الشَّمالْ
و كان الجنوبُ يمدَ ذراعيه شرقاً و غربا
و يَزْداد من صخرةِ القُدسِ قُربا
و كان الحصارُ يعانقُ شمس المحالْ
إلى غيمةٍ و دعتني
و عادتْ الىَّ بسرِّ الندى و السحابْ
و كيف الجنوب ابتدا
و السديم الذي سيفهُ منْ تُراب ْ
و كيفَ عناقيدُ (قانا) الغَضَبْ
أَصْبَحت كومةً منْ سَرابْ
سَمعْتُ الطبولَ الصَّدى
وهي تَجْتازُ خطَّ البِدايهْ
رأيْتُ الِّنهايهْ
رأيت انهِيار الظَّلامْ
رأيتُ ابا ذرٍّ العامليَّ الجليليِّ
كانَتْ ذراعاهُ تمطِرُ حُرّيةً
فوق ارضٍ يبابْ
رأيتُ الندى يَحْضنُ الأرزَ و الأقْحُوانْ
و يُعْلنُ لبْنانَ باباً لهذا الزَّمانْ
سمعتُ الصَّدى
و شَاهَدْتُ كيف يموتُ الردَّى
و لبنانَ كيفَ يعودُ الى عَرشهِ سَيِّدا