الرابعة <<
دعاء <<
لمن الحياة ؟ <<
حتى أفيق <<
المقامر <<
الفلاح <<
الطريق الطويل <<
الريح <<
أمل <<
اللعبة <<
سيجارتي <<
رقصة الحرب <<
دنيا الهدى <<
القمر الأسود <<
اعتراف <<
قلبي <<
.
.
أعلى الصفحة
الرابعة
ثَلاثُ بناتٍ تربعنَ في ظِلِّ بيتٍ فقيرْ
بناتٌ ولا ولدٌ بينهنَّ، ولا مَنْ يُعيلُ ولا مَنْ يُجيرْ
ومُدّت يدُّ الامِّ تدعو الإلهَ وترجو الرّحيمَ بقلبٍ كسيرْ
إلهي مجيرَ الضّعيفِ الفقيرِ وما لي سِواكَ الهي نصيرْ
وأَلقتْ يَدَيْها على بَطْنِها وقَد حَلَّ فيه جنينٌ صغيرْ
تُريدُ غُلامًا لعزِّ البناتِ وترجو الإلهَ العَليَّ القَديرْ
وفي ليلةٍ من ليالي الشّتاءِ وأمُّ البناتِ بها قابعهْ
أتاها المَخاضُ فآلامُها تُراودُها عينُها الدامعهْ
وأَمضَتْ سُويْعاتِها بالعَناءِ تُغالبُ آلامَها الصّارعهْ
ذَوى جسمُها تحتَ نيرِ العذَابِ تُصارعُ اعباءه جائِعهْ
وفي صَدْرِها أملٌ أن ترى غُلامًا يُعيدُ المنى الضّائِعهْ
وَفي غَمرةِ الحُزنِ جاءتْ فتاةٌ… فتاةٌ… أجلْ جاءَت الرّابعهْ
.
.
أعلى الصفحة
دعاء
تَطلعتُ يا ربُّ في لهفةٍ إليكَ أَتوبُ وأَرجو رِضاكْ
أُناجِيكَ يا خَالِقي وفُؤاديَ ما اشتاقَ يوماً لشيءٍ سِواكْ
الهي بذاتِكَ إني أَهيمُ فقد أَسرَ القلبَ مني هَواكْ
فأنتَ القديرُ على المُعجزاتِ تَرانا إلهي ولسْنا نراكْ
خَلْقتَ لنا مُهَجًا مجدها بأنْ لا تميلَ لشيءٍ عَداكْ
فأنتَ المجلّي وأنتَ العظيمُ وأَنتَ الذي قد هَداناَ سَناكْ
وسُبحانَك اللهُ ذو قدرةٍ على الناسِ قادرةٍ قاهرهْ
فويلٌ لِمنْ عقَّ منكَ النّدى وَطُوبى لذي المهجةِ الصابرهْ
رَحِمْتَ وأَنعمْتَ أَنتَ الكريمُ ونفسُ اللئيمِ هي الجَائرهْ
الهي تَجلَّى عَلينا بَهاكَ وَحاطتْ بنا عَيْنُكَ السَاهرهْ
رَفعنا الأَيادي لنِسأَلكَ العَفوَ إِنّكَ ذو الرّحمةِ الآسرهْ
إلهي اليكَ المآبُ الأخيرُ ونِعْمَ الحياةِ هي الآخِرهْ
.
.
أعلى الصفحة
لمن الحياة ؟!
لمنِ الحياةُ؟؟ لمنْ تُرى ؟؟ مَن ذا يُجيبْ
ما سِرُّها؟؟ ما سِحْرُها ؟؟ هذا عَجيبْ
ألَمٌ على ألمٍ تَفِيضْ …….. بلا حَنانْ
وتصيحُ بالخطِّ العريضْ…… أنا جِنانْ
من ذا يُصدِّقُ أَنَّ لي في هذهِ الدُّنيا أَثرْ
أنا في الحياةِ وما الحياةُ سِوى إسارٍ مُستمرْ
من ذا يُبّددُ لَوعَتي فَيدلّني كَيفَ المَفرْ
الدّمعُ فيها والنّحيبُ والابتسامُ على الشّفاهْ
لكنني مازلتُ لا أدري .. لِمَنْ هذي الحَياهْ
ما سرُّها؟؟ ما سحرُها ؟؟ هذا عجيبْ
أَمَلٌ تَرسَّمَ فيِ الصّباحِ فإذْ بهِ ظهرا يَخيبْ.
أنا في دُجى سِرٍّ أتوهُ بلا دليلْ
والقلبُ يَسألُني تُرى أينَ السبيلْ ؟
هذي الحياةُ وما بها ظُلَمٌ تُخيّمُ في الظَّلامْ
مازلتُ أجهلُ سِرَّها أُممٌ تعيشُ بلا سلامْ
فِتنٌ تَصارعُ في الورى لكنّما ماذا المُرام؟
ذا قابعٌ في سِجنهِ يبكي وذا سالتْ دماهْ
وبهمسةٍ روحي تسائِلُني لمنْ هذي الحياة؟
ما سرُّها ؟؟ ما سحرُها؟.. هذا عجيبْ
القلبُ يخفقُ بالحياةْ وغداً يصير بلا وجيب
قُلّي بربكَ يا قمرْ أينَ الطريقْ
ومتى يشاءُ لِيَ القدرْ
.
.
أعلى الصفحة
حتى أَفيقْ
روحي بجسمي غَيرَ أني لستُ أدركِ كُنهَها
أبها حياتي أم أنا أسطورةٌ من لهوِها
أنا لستُ أدري أََهْيَ لي أم أنني عبدٌ لها؟؟
أنا لستُ ادركُ أنها في الجسمِ امْ حلمٌ أراه؟؟
يأتي ليسأَلَني فلا أدري لمن هذي الحياة؟؟
ما سرُّها ؟؟ ما سحرُها؟؟ هذا عجيبْ ؟
الموتُ يتَّبعُ الحياةْ
والضحكُ يتبعُه النّحيبْ
.
.
أعلى الصفحة
المقامر
تَسَمرتْ قفاهُ في كُرسِّيهِ العَتيقْ
وانْفَرجَتْ عيناهُ واعتراهُ ضيقْ
وكُلُّ عينٍ ترتمي على رفيقْ
وفي يديهِ رجْفةٌ يُحِسُّها الورقْ
كأنها في صَمْتِها دَوّامةُ الأَرقْ
.
.
أعلى الصفحة
الفلاح
في يدي المحراثُ والآمالُ في صَدْري كَبيرهْ
ودموعُ الجلدِ تَهمي في اللظى الحامي غَزيرهْ
وخُوارُ الثّورِ يعلو مُلصِقاً بالجلدِ نِيرَهْ
وجبينُ الأرضِ صَلدٌ يسلُبُ الثورَ قُواهُ
كلمّا قّدَّمَ رِجْلاً هبطَ الجسمُ وراهُ ….
ويدي تعبثُ بالسّوطِ يُملّيهِ صداهُ
كلما جالتْ بيَ الذكرى إلى العامِ المخيفْ
ذلكَ العامِ الذي .. كمْ فيهِ قد عَزّ الرغيفْ !!
يتهاوي الدمعُ من عيني كأوراقِ الخَريفْ
كم طَويْتُ ساغباً في ذلكَ العامِ البليدْ
البخيلِ اليدِ فيهِ ما رأى الفلاحُ عيدْ
ايهِ يا رَبّيَ أنصفْني بذا العامِ الجديدْ
وتَداعى الثورُ من إعيائهِ أولَ امسِ
وَكأني حينَما استلقى تدثَّرتُ برمْسِ
إنهُ مِفتاحُ رزقي …هو بَدري هو شَمسي
وارتميتُ في جوارِ الثورِ ، في نفسٍ حَزينةْ
ويدايَ في حَنانٍ مَسحَتْ منهُ جَبينَهْ
أرهفَتْ أُذنيَ سمعًا وَاستوَتْ تجلو أنيَنهْ
وأفاقَ الثورُ من علّتهِ بعدَ قليلْ
ومضى يخترقُ الأرضَ بعزمٍ مُستَحيلْ
ولم أدرِ أنّ هذا العزمَ ناقوسُ الرَّحيلْ
ونظرتُ نحوَ أرضٍ صَلْدةٍ جِدُّ فَسيحهْ
وتبسّمْتُ بِغُلٍ وبآهاتٍ جَريحةْ
كيفَ أنهيها وثَوري سكنَ اليومَ ضَريحهْ !
وعلا مني صِياحٌ فأتاني الحارِثونْ
ورَأوا ماذا دهاني فَتواروا هامسينْ
إننا للهِ جَمْعاً وإليهِ راجِعونْ
ورماني ( احمدٌ ) بالنّظَراتِ العاطِفّيةْ
ومضى كالريحِ يطوي الارضَ لا يرنو إليَّ
وأتاني بعدَ حينٍ مَعَ ثورٍ لي هَدِيَّةْ
وَتَطلعتُ لهذا الأخِ ذي النفسِ الكَريمةْ
إنهُ الفلاحُ دوماً للندى رمزٌ وَشيمةْ
إنما البُخْلُ وغِلُّ اليدِّ في الريفِ جريمةْ
.
.
أعلى الصفحة
الطريق الطويل
طريقي طَويلْ
ودَربيَ بالشوكِ والنائباتْ
مليءٌ مليءْ
وقَلبي عليلْ
ومن أسهمِ الأَعيُنِ الساحراتْ
بريءٌ بريءْ
فأينَ الصَّفاءْ
وهذا الظلامُ ُالكئيبُ الرزينْ
بروحي يُحيقْ
وَعمَّ الشقاءْ
وفي خَفَقاتِ الفؤادِ الحزينْ
ضَللتُ الطريقْ
أَذاكَ ابتسامْ ؟
رأيتُ به في الصحارى السرابْ
وهذا حقيقهْ
أهذا مَنامْ ؟
يُقاسي به المرءُ مرَّ الصِعّابْ
فلا من يُفيقهْ
سمعتُ الصياحْ
وهدَّر في مسمَعي ساخطٌ
نداءٌ مُخيفْ
كعصفِ الرِّياحْ
وقد صدَّها في الورى حائطٌ
رياحِ الخريفْ
دموعي تجفُّ
وقلبَيَ يزدادُ فيه الوَجيبْ
وفي الصدرِ ضيقْ
وجسمي يخفُّ
ورغمَ الهُزال وحالي الرّهيبْ
تطولُ الطريقْ
.
.
أعلى الصفحة
الريح
إعصفْ…
فبعدَ اليوم ِلستَ تُضيرُني
فقد انتهيتْ
واجمعْ قُواكَ..
وخلِّ جُندَكَ يمرَحونْ
وعلى رُفاتي يرقُصونْ
فلقد مَضَتْ عنّي الحياةْ
وعن الحياةِ لقد مضَيتْ
قاسٍ ….. اجل كم أَنتَ قاسٍ
أيُها الريحُ الجميلْ
قلتُ الجميلْ ….
أوّ اهُ ما أقسى الجمالَ على العليلْ
أَنا شمعةٌ لِمَ لَمْ تدعْها تنتهي حتى الثمالةْ؟
ألصالِحي يا ريحُ قد أطفأْتَني وَأَنا ذُبالَةُ ؟
كانَ النسيمُ يحرّكُ الاشجانَ بي
ويسَوؤُني
وأتيتَ انتَ.. أتيتَ كالبركانِ تعصفُ بي
وتُدْمي مُهجَتي
وتركَتني وقد انتهيتْ
جاءَ الربيع.ُ. وكنتُ في شرخ ِالشبابْ
ولهوتُ فيهْ
وسألتهُ ما أشتَهيهْ
وأتيتَ لي يا ريحُ .. يا ابنَ العاصِفةْ
قَطَّعتنَي
وعلى الترابِ تَركْتني
مَّرغْتني.. وأنا شبابْ
وأنا ربيعْ..
لَمْ تنتظرْ حتى الخريفْ
فاعصفْ فبعدَ اليومِ لستَ تُضيرني
فقد انتهَيتْ ولقد مضت عني الحياة
وعَنِ الحياةِ لقد مَضيتْ
.
.
أعلى الصفحة
أمل
جَرِّدي نَفسَكِ هيا يا حياهْ
دونما أيِّ خِداعْ
قد جَعَلتِ المرءَ في دُنيا أساهْ
يشتهي يومَ الوداعْ
قد تركتِ العينَ تُدميها الدُّموعْ
بعد أن ماتَ الأملْ
وعنِ الدنيا أفلْ
وتلاشى كذبالاتِ الشُّموعْ
مالَها والدهرُ أغفى من رُجوعْ
أنا لا أرجو سوى يومَ النّهايةْ
يومَ آمالي الجَديدةْ
يومَ تحوينيَ انغامُ البِدايةْ
بينَ احلامي السَّعيدةْ
أيها اليومُ الذي أرجوكَ هيّا
ارحمِ القلبَ المُعنّى
لَبِّ صوتاً قَد تَمنّى
ارحمِ الآمالَ يا وَجها نديّا
أوهبِ الراحَةَ لي أَسرِعْ إليّا
إنني أَرثي لقومٍ يضحكونْ
حينَ يجلونَ الحَقيقهْ
ضاحكٌ في أمسهِ باك ٍحزينْ
فَغَد شقَّ طريقهْ
إنني ابكي فأيّامي نُواحْ
وعلى نفسي بكاءْ
لم اذقْ طعمَ العزاءْ
فأنا والليلُ لا يَبغي الرَّواحْ
في انتظارِ الموتِ في ظِلِّ الصَّباحْ
اهزَئِي أيَّتُها الدُّنيا بنا
واخدَعينا يا حَياهْ
قد عَرفْنا ما عَلينا، مالنا…
كُلُنا يَجني أَساهْ
ما الذي نَبغيهِ من هذا الورى
غيرَ ان نبعدَ عَنهُ
غَيرَ أن نَهربَ منهُ
غيرَ انْ يأتي الرَّدى كيما نَرى
ما الذي في عالَمِ الغيبِ تُرى؟!
.
.
أعلى الصفحة
اللعبة
الناسُ هذا ذاهبٌ الى هنا
وذا الى هناكْ
وذاكَ تائهٌ يسألُ عن طَريقْ
وقادمٌ تلفُّه المُنى
وذاهبٌ تلفُّه الشِّباكْ
وضائعٌ في قلبه ِحَريقْ
والصبيةُ الصغارُ يلعبونْ
لا يعرفونَ ما هو المدى البعيدْ
لا يسألونَ من يكونْ
هذا الذي أتى بوجههِ المديدْ
وذلكَ الذي اخْتفى بِوجههِ الحَزينْ
ويرقصونَ حولَ ذلكَ الغَريبْ
ذاكَ الذي يسألهُم عَنِ الطريقْ
وليسَ مِنْ مُجيبْ
غيرَ ابتساماتٍ تؤجِّجُ الحريقْ
الصبيةُ الصغارُ يلعبونْ
آباؤُهم يطاردونَ في المدينةِ النِّساءْ
وامهاتُهمْ يركضْنَ في الصلاهْ
عشاقُهنَّ قادمونْ
ليختلوا بهنَّ قبل عودة ِ الرجالِ في المساءْ
الصبيةُ الصغارُ يلعبونْ
آباؤهم في الخمرِ يغرقونْ
وامهاتُهمْ يضْحكنَ في مُجونْ
يغتبن َصاحباتِهنْ
يسرقنَ َمِن نقودِ زوجٍ عائدٍ مخمورْ
ويشترينَ صيغةً تحيطُ جيدَهنْ
يُعطينَهَا لِعاشقٍ اذا اتى مَسعورْ
الصبيةُ الصغارُ يلعبون ْ
آباؤُهم هناك يلعبونْ
تلمعُ في اعماقِهمْ علائمُ الورقْ
اعصابُهم يرقصُ حولَها الأرقْ
وتُطرح ُالنُّقودْ
وترقصُ الحظوظُ فوقَ خافقٍ حَقودْ
اذا اتاهُ المالُ ُكلهُ ابتسمْ
وان نأَى عنهُ الجَنىُ يعصرُهُ الألمْ
وتبدأُ اللعبة ُمن جديدْ
الصبيةُ الصغارُ يلعبونْ
الصبيةُ الصغارُ يكبرونْ
يتزوَّجونْ
ويذهبونَ للمدينهْ
يطاردونَ في احيائها النساءْ
لا يرجعونَ قبلَ عودة ِالمساءْ
.
.
أعلى الصفحة
سيجارتي
دُخَانُكِ يرقصُ في أدمُعي
ويسري لهيبُكِ في أضلُعي
أحنُّ اليكِ ويا طالما
رشفْتُ الزُّعافَ ولم أخشعِ
أجافيكِ؟! .. لا أستطيعُ الجفاءَ
فلحنُكِ ينسابُ في مَسمعي
ملكتِ عليَّ سبيلَ الخضوعِ
وقد كُنْتِ أولى بأن تَخضَعي
شفاهُكِ في طِيّها جذوةٌ
وصدرُكِ من نهدهِ مرضَعي
وعَيناكِ في شَغَفٍ ترقبانِ
ورودَ حَشاكِ مع المرجِعِ
أناملُ يمنايَ قد طوّقتْكِ..
عِناقًا وخصرُكِ لَم يَشبعِ
تَذُوبينَ شوقاً وتستجْمعينَ
قُواكِ لكيما تظلّي مَعي
وتهوى شفاهُكِ ثغري الذي
يسُلُّ حشاكِ ولم تخشَعي
كلانا يُرددُ لحنَ الهوى
وَيَغْرقُ في لهوهِ المُمتعِ
وَنحرقُ أنفُسَنا طائعينَ
فتعدو خُطانا الى المَصْرَعِ
هوانا ابتدا >دلعًا< وانتشى
فصرتُ بحبكِ كالمولعِ
وكنتُ ارومُكِ عند السُّرورِ
لأ لهُوَ في صدركِ المونعِ
غدوت ِرفيقةَ عمري الحزينِ
وحين يقضُّ الأسى مضْجَعي
أبثُّكِ شكوايَ في حُرقةٍ
فيرشفُ ثغرُكِ لي أدُمْعي
وأستودعُ السّرَ طيَّ الدُّخانِ
يُصانُ وسِرُّكِ يبقى معي
أسيجارَتي.. ايُّ أعجوبةٍ
أَسرتِ الفؤادَ .. فلا تمنَعي
سألتُكِ يا ابنةَ نارِ السماءِ
لديها بربك أن تَشفَعي
.
.
أعلى الصفحة
رقصة الحرب
الصَبايا والحكَايا
كالمرايا تتحطَّمْ
العذارى والسّكارى
كالحيارى.. تَتَبسّمْ
ومعَ الليلِ نَغَمْ
همسُهُ رَعدُ ألمْ
لحنهُ يقطرُ دَمْ
أرجلٌ تضربُ أرضا
تُرقِصُ الليلَ فيعرقْ
ويدٌ تهتكُ عِرضا
ومعَ الآثامِ تَغرقْ
في يدَ الجُنديِّ قيثارٌ يُدَوّي لحْنُهُ
مِدفعٌ ينزفُ آلاما فَيُدْمي جَفْنُهُ
وَهَدِيرُ الطَبْلِ يُسْمَعْ
إنها صرخة ُ مَدفَعْ
إنها وُثبةُ قلبٍ يَتوجَّعْ
أيها العازفُ للرقصِ تمهَّلْ
وتأمّلْ …
لحنكَ المنسابُ فوقَ الرملِ أوحلْ
برشاقهْ
بحماقهْ
كانتِ الارجُلُ تُنْقَل
إنها في الوَحَلِ غرقى
لا أراها تَتَنقّلْ
إن مضى لَحْنُكَ فالرقصُ على جِسْمِكَ يُكْمَل
صَخَبٌ يملأُ غابةْ
وعجوزٌ ورَبابةْ
ولسانٌ من بقايا الدهرِ ينسابُ حََكايا
ووصايا
أيُّها الناسُ كفى
إنَ ألحانَ الجَفا
تملأُ الكونَ جياعاً.. وعرايا
كم رَقصنا فوقَ أشلاءِ الضَّحايا
دائماً نحنُ الضَّحايا
إن كَسِبْنَا… أو خَسِرنا
قد خَسِرّْنا
نصرُنا دوما هَشيمْ
جُرْحُنَا دومًا أليمْ
ويجرُّ الشيخُ قوسًا فوقَ أوتارِ الربابةْ
فتثورُ الغابةُ الحمقى عليهِ
وبأنيابِ الردَى تَكْسِرُ بابَهْ
والربابةْ
ليسَ من يبكي عليهِ
ويعودُ الصخَبُ الأحمقُ ينسابُ كشلالِ نَغَمْ
وعلى أشلاءِ غيرِهْ
يضرب الراقصُ رجليهِ بقوةْ ..
وبقسوةْ
وعلى أشلائهِ في الغدِ غيرُهْ
سَوْفَ يهتزُّ بنشْوةَ
وَتَدورُ الدورةُ الكبرى فلا يبقى أَحدْ
غيرُ شيخِ وَرَبابةْ
كلما جَّر على أوتِارها قَوسًا
سَمتْ في الأُفْقِ ألحانُ السّلامْ
فَتَثُورُ الغابةُ الحمقى عليهْ
وبأنيابِ الردى تَكْسِرُ بابَهْ
والربابةْ
ليسَ من يبكي عَليهْ
.
.
أعلى الصفحة
دنيا الهدى
يا شاربَ الدمعِ ألمْ ترتوِ؟
أَكلُّ آهاتِ أخي ضاعتْ سُدى
طَرِْبتَ للآهاتِ.. آهاتِ مَنْ؟
آهاتِ انسانٍ بكَ الذُّلَّ ارتَدى
وَرُوحُكَ الذلةُ في جَوفِها
هيهاتَ أن تمَضي
وإن طالَ المدى
وذلةُ الروحِ وآلامها..
أشدُّ يا مسكينُ من وَقْعِ الرَدى
سَمِعتُها من البعيدِ آهةٌ
تَغِيبُ في الاعماقِ
في دنيا الصَّدى
تَغِيبُ في انشودةٍ قد لُحِّنَتْ
بأدمعٍ تناثرتْ معَ النَّدى
سَمِعْتُها..
سَمِعْتُ روحي تَرتجي
آلا أمدُّ حينَ ترجوني يدا ؟!
أَمُدُّها..
أمُدُّ قلبي لأخي
لِكُلِ إنسانٍ وفي أيِّ مَدى
فكلُّ دمعٍ في الورى دمعي أنا
وكلُّ آهٍ.. آهتي لها الفدا
ماذا أنا إن لم يكنْ في مهجَتي
منَ الهُدى
ما يملأُ الدنيا صدى !
.
.
أعلى الصفحة
القمر الاسود
>جحظت عيناه وهو يراني أدوس عقب السيجاره
لقد كان ينتظره<!!
الدُّخانْ
وملاكٌ لثمتْهُ الشَّفَتانْ
ناصعُ الوَجْنةِ كالصبحِ من الليلِ يَصيحْ
إنْتظِرْ
ثُمّ يهتزُّ كَمصباحٍ جَريحْ
كالقمرْ
في ارتعاشاتِ البَصْر
كنجومٍ مسَّها طيفُ خطَر
وأنا اسبحُ في ضوءِ اهتزازاتِ النّجومْ
وأحومْ
في سماءٍ رقصتْ فيها غُيومْ
مِنْ دُخَانْ
واستوتْ فَوقَ الزَمانْ
اليدُ اليمنى وآهاتُ الملاكْ
وارتعاشاتُ فؤادي..
آهِ منها يا ملاكْ
لو سَمِعْتَ الآنَ ما قَدْ قِيلَ عنها
هي لا تعشقُ في الكونِ سِواكْ
أيُّها البدرُ اقتربْ منها ومني
قَبلَ أن تَطويكَ غَيمَهْ
قبلَ أن تَرقُصَ في عينيْكَ نَوْمَهْ
فتُجافيني ولا تسألُ عني
قلتَ لي أن أنتظرْ…
فانتظرتْ
وارتميتْ
تَحْتَ أنغامِ المَطَرْ
إن مُوسيقاكَ دفءٌ وحنينْ
أملي أن أحترقْ
أن اذوقَ اللفحةَ الحرَّى على ضوءِ الأنينْ
بَعْدَها .. فَلنَفْتَرِقْ
يا ملاكي .. انتَ لا زلتَ تذوبْ
ويدُ السجانِ لا ترحمُ قلبي
والدروبْ
ضيَّعتْني
وطَوتْني
بتُّ لا أعرفُ دَربي
والدخانْ
يتعالى ويَدورْ
مثلَ رأْسي
مثلَ دوامةِ حِسّي
مثلَ أنّاتِ الزَّمانْ
في القبورْ
يا ملاكي ..
انت َقد اصبحتَ شيطاناً صغيرا
بينَ نعلٍ وترابْ
يتلاشى كَسرابْ
وهوَ لا يملكُ ان يبعثَ نورا
بتَّ لا تملك ان تنفثَ في الافقِ دُخانا
قلتَ لي أن أنتظرْ
كنتَ بدرًا فتوقفتُ زَمانا
كنتُ ارجوكَ يا قَمرْهلالاً
فإذا بالبدرِ قد صارَ مَحاقا
قمراً أسودَ يستجدي الضّياءَ
قد تفرَّقْنا .. ولمَّا نَتلاقى
فغدا شِلواً .. وآمالي هَباءَ
.
.
أعلى الصفحة
اعتراف
عَمِّدُوني.
عَمّدُوني من جديدْ
إنني يَغمرُني فيضُ الخَطايا
فلقد حَطَّمتُ في قَلبي هُدايا
أسكُبُ الدمعَةَ في ظِلّ أَسايا
وفؤادي عائمٌ فيه الصَّديدْ
بَعد أن فُقتْ بأوزاري البَغايا
أَتُراني من ذنوبي هاربةْ؟!
يا إلهي أينَ من رُوحي السلامْ؟
أينَ والفاحشةُ الكبرى تَنامْ
في فُؤادي في دِمائي في العِظَامْ
وأنا .. يا ويحَ قلبي.. راهِبةْ
خانتِ الديرَ وغاصتْ في الحَرامْ
يا أبي …. جئتُكَ كيما أعترفْ
جئتُ والتوبةُ في دَمْعي تَصيحْ
أرتجي.. هل يُغْفَرُ الذُنبُ القَبيحْ
طَمَعي في رحمةِ الربِ.. المَسِيحْ
قَدْ بَكَتْ رُوحي. وقلبي قد أَسِفْ
بابُ رَحْماتِكَ يا ربي فَسِيحْ
إن أمي يا أبي قد وَهَبَتْني
للمسيحِ الرب.ِّ. للديرِ المُقَدّسْ
بِصلاتي وابتِهالي أتَلمَّسْ
رَوّعَ الشيطانُ بالحقدِ تجسَّس
وَطَوتْني يدُه.. بل رَوّعَتني
وأنا في الديرِ قلبي قد تَدَنّسْ
جاءني للديرِ في ثوبِ الشَبابْ
قولهُ أثلجَ صدري: أنتِ حُلْوةَ
فاستحالتْ في عِظامي نبضَ شَهوةْ
عربدتْ روحي على اللهِ بِنزْوهْ
ونَضى في الديرِ عن روحي الثّيابْ
ومضى واجتزتُ في الآثامِ خُطوةْ
ليتني تبْتُ وجاءْتِ تَوبتي
يومَ أن فارقَني ذاكَ اللعينْ
يومَ أن حملّني إلاثْمَ المُشينْ
يومَ بيتُ اللهِ بالفُجرِ أُهينْ
عادَ لي يبغي.. وعادت نَزوتي
فَحصدتُ إلاثمَ والوزرَ المُبينِ
لا تحملقْ .. لا تُكشرْ يا أبي
انني جِئْتُك أرجو الرَّحماتْ
جئتُ كي امحو ذنوبي الهائلاتْ
أنا طينٌ يا أبي مثلُ البناتْ
إن ربّي سيلبّي مَطلبي
خُلقَتْ رحْمتُهُ للخاطِئاتْ
.
.
أعلى الصفحة
َقلبي
يا لقلبي انا لا ادري لماذا هو يخفق
باسمٌ كالأملِ الراني وفي الآفاقِ مُطرِقْ
ودمي سبحتُه الطُّهرى وروحي منه تُشفقْ
أهوَ منّي .. انا لا ادري.. وهل روحيَ تَعْلَمْ
هل صحا الكونُ به.. أم أنه في الكون يَحلُمْ
أهو حيٌّ خافقٌ أم أنه كاسٌ به دَمْ
لستُ أدري لمَ عندَ الخوفِ يَزدادُ وَجيبُهْ
وكأني صرتُ أدري أنني فعلا حَبيبُهْ
غيرَ أني لستُ ادريِ لمَ يُضنيني لَهيبُهْ
قابعٌ بين ضُلوعي كأسيرٍ لا يبالي
فهوُ سَجّانٌ لروحِي وسجينٌ لخيالي
وأنا والروحُ والقلبُ غَرِقنا في الرّمالِ
نظرةٌ منّي الى الأفقِ المجلّي كالمنونِ
تسحقُ الآمالَ في صَدري فتحْويني ظُنوني
فاذا بالركبِ يمضي نحوَ عرشِ الله دوني
عَبَسَتْ رُوحي من الضَّنكِ فإذ بالقلبِ يَفْرحْ
وَطَغى الهولُ على قلبي فإذ بالروحِ تَمْرحْ
شَبّتِ النارُ خِصامًا بينَ آماليَ يَجْرَحْ
هذه ِروحي وهذي مُهجتي مَصدرُ تَعسي
فَلمنْ يا ربُّ أشكو علَّتيْ يومي وأَمسي
ألِعقْلي يا تُرى أم أنهُ لم يألُ حِسّي
أيّها العقلُ لماذا أنتَ لا تسمعُ قولي
أانا عنكَ غريبٌ… أنتَ رَغم الأنفِ عقلي
جِئْتُكَ اليومَ شباباً.. وغداً يأتيكَ كُهلي
.
.
أعلى الصفحة