إلى جواد …
الفارس الذي كان من أبرز من زرعوا في الجنوب بذور التلاحم الفلسطيني – اللبناني.
دربي إليك الرصاص<<
الحرب في زمن الحرب <<
مارون الراس وراس الحسين <<
فلسطين في العين <<
هو الزمن العربي <<
رقصة الحرب <<
ربيع الجنوب <<
النبي المقاتل <<
سنظل نقاتل <<
سلام <<
.
.
أعلى الصفحة
دربي إليك الرصاص
اكرر
باسمك يبدأ لحن التصدي
وباسمك يبدأ لحن التحدي
وباسمك يبدأ لحن الصمود … ولا ينتهي …
.. يا جنوب
اكرر
عندك يبدأ زحف المرايا
ليغرس في شتلة التبغ صاعقها … والفتيل
وعندك يبدأ زحف الصبايا
ليرسم وجه (دلال) على شاطئ البحر
يغرس غزة فوق الجليل
وينشد اغنية المستحيل
اغنيك والناي فوق الزناد
ترتل للريح لحن الخلاص
اغنيك
انت بلادي …
وانت فؤادي …
ودربي اليك .. الرصاص
وآتيك في السر
تلمحني الشمس .. اهتف
يا زهرة الكون … هذي مراسيمُ حبي
اقدمها للجنوبْ
ويا زهرةَ الكونِ
حين تجمدَ لونُ ضيائكِ
وانسابَ في الليل تحتَ الشظايا
بقايا .. مطرْ
وحين تقاطعت الطائراتُ على مفرقِ الوردِ
كان الكسوف يصب على مشتل التبغ لحن الرماد
يبدل عقم المواسم وجه الحصاد
بوجه الخطر
وكان ابو ذر العاملي الجليلي يهمس
انهمو قادمون
ويلصق وجه “دلال” على حائط الفتح
من مقلتيها تشع الطريق
وبسمتها تتناثر كالثلج .. تمتص وهج الحريق
وفارس يقسم ان لايبوح بسر المسافة
بين القرار .. وبين الشهادة
– سأعبر
– لكنهم قادمون .. انتظر
وابذر الارض بالفتح ..
ان الحروف انفجار الارادة
ابو ذر احتضن الحلم
ينفخ في الناي لحن الجذور
فتكبر خلف المتاريس .. فوق عيون الزهور
هموم الوطن
وفارس يهتف :
يا وطن الاقحوان المخضب
اعرف انك انت المسافة بين فجيعتهم .. وانتصاري
واعرف انك انت المسافة بين هزيمتهم .. وانفجاري
ولكنني لا اموت
اناجيك يا واحة الفقراء
اناديك
اكتشف السر بين سطورك
انت المغني الذي ارتشف الصبر
فانهمر الحزن خلف سياجك
كنت تصب على وجه يافا
شعاع متناسق بين الارادة .. والشهداء
وكنت تضمد جرح القضية … بالفقراء
وينفجر الشعر بين سطورك
انت الذي يكتب الشعر بالبندقية
تفتح صدرك للشمس
هذا نشيدي يردد …
يا زهرة الكون ..
ان الجنوب يصب عليك الضياء
ويغمر وجهك بالعطر تمطره فوهات البنادق
وهي تغني نشيد الفداء
الحرب في زمن الحرب
لماذا اقاتل ؟
كان الجنوب يرى احرف الشمس
تمزج الوانها لتشكل حالة حرب
وينفجر الازرق …
البحر يهرب
ينتحر الشجر
الاخضر انهار تحت الغصون
الدم انساب … يرسم …
يرسم …
والاقحوان يغرد والابيض .. الورد .. والزنبق الياسمين
اختفى الابيض …
أي لون يقاتل ؟
يناجي ابو ذر السيف طيفاً
ويعصر قبضته العارية
يطوف الجنوب …
يحرض الوانه
يزرع الورد في فوهات البنادق
للارض رائحة الخلد حين يحاصرها البغي
يعرف …
” تقتله الفئة الباغية ”
ويعرف ان النبي الذي يتقمصه
هرباً من دنانير عثمان
يسكنه الشهداء
ولا ينتهي الخصب
للارض ملح … وبارود
والشمس تمزج الوان احرفها في الجنوب
هي الحرب في زمن الحرب
تحت البساطير يتجمع فيها الهروب من الموت خوفاً
ينادون بالسلم في زمن الحرب
يستسلمون
ينادي ابو ذر الشعب ..
ينشر اعلامه
ويغني نشيد ” اعدوا لهم ما استطعتم … ”
ويأتي الرجال الى الحرب في زمن الحرب
ينتصرون
الخفافيش صوت الجواسيس يبكون جغرافيا
وفارس يهتف :
يا وطن الاقحوان المخضب
اعرف انك انت المسافة بين فجيعتهم
وانتصاري
واعرف انك انت المسافة بين هزيمتهم
وانفجاري
وبالدم ارسم تاريخ لبنان …
جغرافيا
مارون الراس ورأس الحسين
يفيضون بالحقد … يقتحمون العروق
وللقلب نافذة تتشابك فيها الشرايين
تغمر فيض الحريق
صراخ القذائف يرقص
ترتجف الارض
والطائرات استباحت حدود الغيوم
وسدت مدار النجوم
وبين القذيفة والوهج ينفخ كان ابو ذر الناي
ثم يختلط الانفجار بتعليقه
” الف باوند ”
ويهمس فارس :
سوف نسد الطريق عليهم غداً .. في الصباح
ويختلط الهمس بالوهج .. بالناي .. بالشاي
كان الصراخ … العويل .. الرحيل
يطل وينذر بالاجتياح
وحسان يرفع راس الجنوب
يحدق نحو الجليل
فتنتشر الارض كفاً
تضم الاصابع .. تعبر في الخاصره
يحاصره الحزن
يلمس قنبلة …
وبطاقته العسكرية تمتد خارطة للبلاد
وللسحب الثائرة
يحاصره الوهج
يكتم انفاسه
الناي تصدح
والشاي يسبح فوق الشفاه
ويحمله الانفجار الى ردة العصر في القاهرة
وينهمر النفط
هذي القذائف .. من اين ؟
هذي الحرائق .. من اين ؟
والطائرات مناقيرها تتزود بالشبق البدوي
سالومي تدوس العباءات
ترقص فوق ركوع القصور
وشمعون يحمل راس الحسين على راحة المعمدان
ويمضي الى كربلاء
انتهت رقصة الليل
هذا هو الفجر يفتح مختبراً للتجارب
– “تبنين ” مدي ذراعك
بنت جبيل كعينة الصخر يغمرها الحمض
تمتصه وهي عطشى
ابو ذر التجربة
يلملم غربته ثم يحضن جعبته
والقذائف ممتدة كالنياشين
قاذفه يتمدد كالجسر يختصر الحلم
يمتد نحو هدير الجنازير …
يزحف
يكتم انفاسه
ويصوب
يعصر راحته
الفجر يمنحه كومة من ركام الظلام
وفارس يستعرض الرتل
حسان .. يسأله ان يسدد …
– لا تنتقي .. يا اخي .. انها الحرب .. اطلق ..
ويفتتح الفجر مختبراً للتجارب
هذي القواذف تأتي اليها المناجم
يبتسم الاقحوان
فمن ذا يجرب من .. ايهذا الزمان !؟
يجربني ساحر الموت
بالكيمياء التي في دمي كرة تزدري الموت
يعصرني بقوانين ضغط المسافات
يصبح كالقطن في جرح كفي
وتنهار احلام سيده في نيويورك ..
للوقت ذاكرة تستحيل التجارب في ذيلها ارقاً للمفتش
ينهار حلم الطبول التي جابهت حد سيفي
لمن ترقص الشرطة الان ؟
ان المفتش يزرع من كل صنف
ويشرب نخب المحيط على جثة في الخليج
وسيفي في حلقه غصة لا تجف ولا تنتهي
فالطيور التي اختبأت عند بدء المباراة ..
عادت تصفق .. تهتف
والشمس تطلق انشودة الشعب ..
كان حزيران يهرب للقاهرة ..
وآذار يمتد بين الكرامة .. والناصرة
فلسطين في العين
عيون فلسطين
كانت تسجل كل الذي قد جرى
وكل الذي سوف يجري
وكانا صديقين …
لا يحملان سوى صورتين
فلسطين في العين … واحدة
وهاني يصورها وهو يبتسم
ثم يغيبان في زمن الاحتراق
مطيع .. ينادي عمر ..
وتنفجر الارض تحت صراخ القذائف
بنت جبيل تحرك اجفانها وهي تهمس
اني سمعت الكثير عن العاشقين
سمعت الكثير عن الشهداء .. وعن لمحات البطولة
وتأسرني صورة طفلين قد كبرا يعشقان فلسطين
قد كبرا في عيون التراشق بين اللظى والشظايا ..
وحين تقاتل بالكاميرا
يتجدد فيك الضياء
فتصبح انت اللظى .. والشظايا
تقول التفاصيل …
افلامهم لا يمنتجها الفن
فيها الجنوب احتضار الفجيعة
واللون فيها يضم احتراق العناق
ووهج القطيعة
والشمس .. حين تطل
تراها تغيب على صدر طفل
فيلتحم الفجر بالاقحوان
ويقتحم الفجر صدر الشتاء
يصور .. يقتحم الغيم
هذي المواسم تعطي رذاذاً
وهذي المواسم يجتمع الوهم فيها
وهذي المواسم تعرض افلامها الهزيلة
تعرض افلامها العاطفية
تعرض اقذر افلامها في السرايات
تحرق ما صورته الدماء على صدر طفل
تغيب على صدره الشمس
تحرق … تحرق
لكنه الطفل يحمل شمس المنافي
ويمضي الى الشرق
يمضي الى الشوق
يحرق نفط الخليج
ليعرض افلامه في ظلال الشموع
وطفل الجنوب يقاتل
كيف الفجيعة تصبح حزناً عميقاً
وكيف الشتاء يغادر
بنت جبيل تقول الذي شاهدته اناملها
تحت جنح الظلام
تقول الذي صورته الشموع
على شفة الحزن
فصل الربيع تلاشى
الشتاء تلاشى
وكل الفصول
تغادر هذا المدار الذي فيه بنت جبيل
نقرر ان تتلاقى مع الشمس
عفوا اذا كان هذا القرار
سيخدش احساس بعض الجواسيس
لكنها لغة النار
محفورة في الشريط
مطيع يبدل افلامه في هدوءٍ
وبنت جبيل تسد الطريق على المقصلةْ
وتكتكةُ الكاميرا تتسابقُ والمدفعيةَ
– نبني الحكايا مداميك بالدم
قال عمرْ
ونرسم بالكاميرا لوحة المرحلة
على وجناتِ القمرْ
هو الزمن العربي
ونافذتي تحت سطح التراب
احملقُ …
كان بلال يصارع جذعين
غصنٌ يصارع جذعين
والبندقية بين يديه تودع آهاتها
في الهواء
ويسقط
اغمض عيني
تطفو دموعي
فتمسح صورة شبل الكتيبة
افتح ذاكرتي
كيف يوم الخيام تمزق في راحتيه السياج
وكيف اختفى يوم مارون
ثم اتى بقلادة الغام
يجمد حزني
وتسقط بارودة الشبل تحت سياط الذئاب
ولكنه يتفلت كالريح تعبث بالسنبله
يرفرف في جيب “فلدته” العسكرية عش حمام
تجمع في قنبله
وداعاً ..
واغمض عيني
كان بلال يودع صاعقها ..
ويقبل مسمارها
والذئاب تودع فرحتها ..
زمن الرعب ..
لحظة ان اينعت باقة من شظايا
فلسطين مرسومة فوقها
وفلسطين ذاكرة ..
والذئاب انتحار الفصول الى الوهم
ذاكرة الغاب
تفتح نافذة الشرق نحو الموانئ
القى بلال الفجيعة بين الذئاب
والقى فلسطينه في دمي
واتى نحو قلبي
وهند تغلق ابوابها لتعانق شمس الجنوب
وسر الجزيرة يعرفه السندباد
وتحكي البنادق عن طفلة حملت
ثم هزت جذوع النخيل
تساقط وهج القنابل …
ليس جنياً ..
ولكنه الطفل كان نبياً ..
وكان الجنوب اب الانبياء
يمزق كل الحروف التي عرفتها الرياح
ويمزج دمع المسيح بذكرى الحسين
وينهمر الشهد من ثغر هند ..
اراها تعانق موجة شبل الكتيبة
تحضنه ..
وتعانق بسمته العربية
هند .. بلال .. وقنبلةٌ
وصبي .. نبي ..
الا فاركعي يا سماء
هو الزمن العربي
يمزق نفط الجزيرة بالشمع
يصنع دمع الحروف
وذاكرة الريح تقفز فوق انتحار السيوف
لتصنع مجد نبي الجنوب
ابو ذر العاملي الجليلي يعصر راحته وهو يبسم
لا تحرقوا زمني
اني الجمر
لا تسرقوا شفتي
انني الفجر
لا تطحنوا وطني
انني الصخر
لا تهزموا لغتي
انني النصر
هذا انا .. وانا لا اموت
رقصة الحرب
واغرس وشم الحمامة بين انفجار النخيل
وفي شفتي رجفة الموج
كان الجنوب انشطار القذائف
يمطر خمراً
فيغرق بين انتحار الشظايا
انتحار الهديل
هو الورد لامس ذاكرتي
فأنشى الياسمين
على ساحلي .. ازرع الورد جسراً لحبي
ازرع الورد سداً لهمس الدخيل
واعبر …
كان السياج يطوق دربي الى الشاطئ
الورد صادره الحزن
والسد يغرق في ذكريات الجليل
وينشطر البحر
نافذتي تصنع الموج
ينفجر الورد منها بساتين
ينفجر الحزن
احصده بسمة في عيون الندى
واحصده رعشة فوق خصر الصدى
واحصده رقصة الحرب …
اول رقصة حرب على شاطئ البحر
كانت دلال تسجل اسماء من عشقوها ..
فصاروا اغاني على صدر يافا
وكانت تسجل اسماء من تبعوها
وتحصي الذين يسدون درب العصافير
– من هم ؟
لماذا يسدون درب العصافير ؟
تسألني الارض ..
من ذا يكثف حولي اغتيال الورود ..
ويهتف لبنان
ينحر ثلج السفوح
ويهتف لبنان
للارز اغنية تتراقص فوق الشفاه ..
وللارز مذبحة يتحول فيها حطب
مواقدهم من ذهب
مرصعة بعظام جياع الطوائف
كانت حدود الخلافة محفورة في ضلوع المصاحف
صار ملوك الطوائف يقتسمون الخلافة
للروم نافذة …
(تعبر الشمس منها كما يدعون)
ونافذة للعرب ويبني الجواسيس سداً يصادر عطر الورود
ويبنون جسراً يمر عليه الغزاة
خيانات من ؟
وفاشست من ؟
ونافذة الروم سقف انهيار القذائف فوق الجنوب
ونافذة العرب …
الصمت …
لولا رفوف العصافير …
تأتي …
تكسر حلم النواطير
هذا زمان الجماهير …
تأتي
وتأتي
وتأتي
ربيع الجنوب
يجيءالى الحقل فجر الطيور
الفراشات تهبط كالمطر المتعلق بالشمس
لا فرق بين الضياء
وبين الرياح التي تحمل القمح
– هذا هو الخبز .. فلتأكلوا ..
وظلت طيور الجنوب تغرد
كانت مناقيرها تتعرج بين القذائف
تزرع الغامها
ترتقي نحو باب الخلود ..
تغرد
– هذا هو الباب … فلتدخلوا ..
هنالك فوق شظايا التراب
رأيت خطى الشعب مرسومة بالزهور
رأيت الجماهير تمضي رفوفاً الى الحقل
وانتشرت فرحتي …
كانتشار تلاميذ مدرسة ابتدائية
كانتشار البنادق في قرية الجنوب
“اذا الشعب يوماً اراد الحياة ..
ومن مثل ريح الجنوب تفجر منه القدر
سلاح الجماهير …
هذا هو القدر المتربص للغدر
يطوي ابو ذر الليل
يحكي عن الثورة العالمية
بعد صلاة العشاء
ويحكي عن الحرب للشعب
والحرب بالشعب
كانت شفاه الموانئ تزرع في البحر كفين
واحدة ترسم الافق في وجنات السمك
واخرى تغوص اظافرها في عيون الشبك
وظل المغني … يغني :
“اذا الشعب يوماً …”
ويصدح عزف النشيد الالهي من قلب ارنون
كل الشياطين كانت تحاول ان تتقمص شكل الغيوم
وكان الضجيج يشع
ولكن ارنون ظل يردد الحانه
واكتسى البحر الوانه
وانتشى الارجوان على شفة الاقحوان
ابو ذر المتصدي يقاوم غزو الشياطين
كان التحدي ..
وكان الندى … والصدى لانفجار الملايين
يأتون …
هذا ربيع المواسم …
يأتون …
هذا ربيع الربيع
النبي المقاتل
نبي الجنوب يشق الرسالة نصفين
بين الجنوب … وبيني
ويقسم ان لا يغادر
يسكن ظل البنادق
تسأله الارض عن سره
يختفي
يتقمص وجه الجليلي
في يده لغة …
والشفاه تترجم بعض المقاطع
اني رأيت الحروف التي ازدهر الوهم فيها
رأيت الشهور التي اندلع الحزن منها
فعانقت بسمة آذار
اني رأيت الجنوب
فعانقت باقة ورد ربيعية يتألق فيها النهار
وشاهدت في الجبهة الساحلية موج الشواطئ
يغزو القرى
والمدافع والطائرات تفجر وهج المروءات
شاهدت آذار
يحمل جرح الجنوب على كتفيه ..
… ويمضي
القذائف تبني انهيار الهزيمة ..
تبني الصمود … وتهتف
ايتها الارض
ان جراحك تبتلع الوهم تزهر عرساً
ويا قمر الليلك الحالم
اليوم يسطع فجر الجنوب على راحتيك
القوافل ترحل
والامهات الثكالى يقبلن جرح الحقول
القرى شاهدتها عيوني تعانق وجه الثرى
الذكريات يودعها الشيخ
كان يجر جر راحته فوق وجه الرضيع
وكان الشتاء يصب الدماء
ليقتنص الوهج من وجنات الربيع
رأيت الحروب التي ازدهر الوهم فيها
رأيت الشهور التي اندلع الحزن منها
ولكنني لا ارى اليوم غير الجنوب المحارب
يزدهر الحق فيه
ويزهر في جانبيه الفرح
رأيت الشتاء يقبل وجه الربيع
ويرسم في وجنتيه الشواطئ
والارض
والشجر
والقمر
اختصر الكون لوناً
وطعماً
ورائحة في قزح
نبي الجنوب يقاتل
ينهمر الوهج من راحتيه انتصاراً
ويزهر في وجنتيه الفرح
سنظل نقاتل
من البحر استلهم الشعر
اطوي يراعي
وامضي الى الكلمات الغريقة اصطادُها بذراعي
وينقسم البحر
موجاً يحاصرني .. والسماء تسانده
ومياهاً تجمع الحانها لتزف ربيع نشيدي
وفي صور يختلط البحر بالشعر
تحكي الاساطير ان ثلاثين الف إله
يريدون قتل ابي ذر العاملي الجليلي
لكنه ظل يقسم ان لا اله سوى الله
ينفخ في الناي لحن عناق الجذور
فتلتحم الواجهة
ثم يكتم انفاسه .. ويعانق قاذفه .. ويصوب
يعصر راحته .. ويصلي
فتبدأ مجزرة الالهة
لماذا يجيئون تحت سماء الخرافة والسحر ..
براً .. وبحراً
لماذا تبدل شكل الغيوم
القذائف صارت مطر
وفي صور يقتنع الفقراء بانهم الارض
يقتنعون بأن الشظايا بشر
قيقتلعون القوافي من البحر سراً وجهراً
وتمطر شمس الاغاني على صور نثراً وشعراً
اغنيك يا صور
ان القوافي طيور تجيء بحبات قمح
تغني لفتح
ابو ذر امتشق الناي وهو يغني لكل البنادق
بالفتح يبتدئ الشعر لكنه ينتهي في فلسطين
هذا نشيدي لتبنين .. يافا
ليارين .. حيفا
لتلة مسعود .. مرج بن عامر
رب الثلاثين .. حطين
هذا نشيد الجنوب … فلسطين … لبنان
هذا نشيد المقاتل …
هذا نشيد الوطن
سواعد تزهو باوسمة
واكف كحد السيوف التي ودعت غمدها
والعصافير في الوطن العربي تغرد
تمضي رفوفاً .. رفوفاً الى الحقل
كل النواطير تفرك اعينها فزعاً ..
لا تصدق .. ان ابا ذر المتشرد يصمد يومين
هاهو في يومه السابع
يرسل الحانه .. ويقاتل
ينسج اكفانه .. ويقاتل
يكتب اسم الخليج على كل طائرة مزقت جسد الارض
يرسم شكل المحيط على كل دبابة عبرت نايه
فاستحالت رماد
وينشر عطر التحيات للشهداء الذين يموتون
ثم يعودون
دائرة في الجنوب الطواحين
تختصر الكون
تلغي المسافة بين الحياة … وبين الممات
وتكشف سر الخلود …
هنا القاهرة
قطار المباحث يركع في القدس باسم السلام
هنا الناصرة
” اناديكم …
اشد على اياديكم
ابوس الارض تحت نعالكم
واقول افديكم ”
هنا العاصفة
سنظل نقاتل حتى اخر لون للغزو ..
سنرد الى الارض عطاياها ..
ونعيد الى التاريخ الوجه
فحين يدوس اللون العربي الارض تذوب الالوان الاخرى
ونقاتل حتى الليمون
ونقاتل حتى الزيتون
وسنشنق جاسوس العصر المتستر خلف الدين
ليثبت ان الصهيونية اهل كتاب
والوطنية الحاد
والثورة كفر بالرب
فليس لكم يا فقراء النفط سوى حرب الشعب
سلام
ادوس على لغة الوهم
افضح سر الشفاه
واعبر سراً كحبة قمح تحاول ان ترسم السنبلة
واعبر كالارض ..
كالخدر في الجسد المدمن الحب
اعبر
كانت ذراعي منسوجة من نخيل
وكاسي مملوءة بالنبيذ المعتق
تعبر سراً الى جسدي
ترسم الخدر
تكبر حولي البساتين
كل الثمار عيون تطل
وكل الغصون بنادق
يا شتلة التبغ ضمي جناحيك
طيري الى زمن الاحتلال
ففي زمن النفط ينكسر القيد بالظلم
يبدأ درب النضال
سلام الى وجنات البذار
لقد غمرتني الرياح بعطر وزهر وماء
سلام الى الشمس
جاءت تحاول ان تتسلق وهج عيون المقاتل
تستلهم الكبرياء
سلام الى الامهات
اللوات يطرزن خارطة الوطن العربي
باولادهن …
ويبكين سراً
سلام الى الصامدين
استطابوا جراح الخطوب
وداسوا على المهج النازفة
سلام الى العائدين
استجابوا لريح الجنوب
فصاروا هم العاصفة
نساوم او لا نساوم ؟!
تسألني حوصلات العصافير ..
عن بومة متخمة
نقاوم او لا نقاوم ؟!
هذا هو الفرق بين الجماهير …
والانظمة
سلام اليك ومنك ابا ذر العاملي الجليلي
تحمل عبء النخيل
وتعبر في الذاكره
تقلص منفاك في الزمن الجاهلي
تفتش عن غرفة في الجليل
فتسكنك الناصرة
وتبقى هويتك العسكرية خارطة للبلاد
وللسحب الثائرة
اذار – نيسان 1978